انقطاع النفس النومي من الحالات الشائعة والتي يحدث فيها توقف للنفس لبضع ثواني أو لحظات نتيجة ارتخاء العضلات الخلفية للحلق أثناء النوم، وهو شكل من أشكال اضطرابات التنفس المرتبطة بالنوم.
تعد هذه حالة شائعة؛ حيث يقدر عدد الحالات بحوالي 22 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية طبقًا للإحصائيات [1].
ترتبط هذه الحالة بعدد من الحالات الصحية التي تتراوح شدتها من متوسطة إلى شديدة، ومن الممكن أن تزيد من فرص الإصابة بالمضاعفات مثل أمراض القلب أو بالموت المفاجىء.
ولأن حالة انقطاع النفس النومي الانسدادي لا تحدث إلا أثناء النوم؛ فإن غالبية الأشخاص المصابون بالحالة لا يدركون أنهم مصابون بها؛ لذلك لا يتم تشخيص نسبة كبيرة منهم طبقًا لاحصائيات الجمعية الأمريكية لانقطاع التنفس أثناء النوم.
ما الذي يسبب انقطاع النفس النومي؟
هناك عدة أسباب للإصابة بانقطاع النفس النومي الانسدادي، وتختلف الأسباب من شخص إلى آخر. بعض الحالات يكون السبب فيها احتقان الأنف، والبعض الآخر يكون السبب الرئيسي هو كبر قاعدة اللسان أو كبر حجم اللوزتين أو صغر الفك.
وهناك أسباب أخرى للإصابة منها:
ارتخاء عضلات مجرى التنفس أثناء النوم، مما يؤدي إلى ضيق الممرات الهوائية أو إغلاقها.
ردود الأفعال التنفسية غير الطبيعية أثناء النوم تجعل المصابين يتنفسون بشكل مبالغ أثناء النوم مما يؤدي إلى ضيق الممرات الهوائية.
الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم قد يؤدي إلى اضطراب حركة وديناميكية الممرات الهوائية.
بعض الأدوية والمواد المخدرة تعمل على تثبيط النفس وتؤدي إلى الإصابة بانقطاع النفس النومي المركزي.
ضعف عضلات التنفس في حالة الإصابة بالأمراض العضلية العصبية، أو قصور عضلة القلب قد يُحدث أيضًا خللاً في التنفس نتيجة عدم تزامن الإشارة من الدماغ مع حركة عضلات التنفس.
يحدث هذا النوع من انقطاع النفس النومي نتيجة اضطراب الإشارات من الدماغ إلى عضلات التنفس مما يؤدي إلى انقطاع النفس لفترة طويلة.
ومن الطبيعي أن يحدث هذا في جميع الأشخاص مرة أو مرتين خلال فترة النوم، ولكن في حالة انقطاع النفس النومي المركزي يتكرر هذا التوقف للنفس عدة مرات قد تصل إلى خمس مرات في الساعة.
ومن الممكن أن تسبب بعض الأدوية تلك الحالة مثل المواد الأفيونية؛ حيث تعمل على تثبيط التنفس، كذلك قد يحدث قصور القلب أو عدم انتظام ضربات القلب تلك الحالة أيضًا.
انقطاع النفس النومي الانسدادي
يحدث هذا النوع نتيجة انسداد مجرى الهواء أثناء النوم، مما يؤدي إلى نقص تدفق الهواء داخل الرئتين، وهذا النوع الأكثر شيوعًَا والأخطر كذلك.
وعلى عكس انقطاع النفس النومي المركزي فإن هذا النوع لا يحدث فيه تعطل للإشارت التنفسية، وإنما بسبب عدم قدرة الهواء على الدخول إلى الرئتين.
انقطاع النفس النومي المختلط
يحدث هذا النوع عندما يصاب الشخص بكلا النوعين الانقطاع المركزي والانقطاع الانسدادي.
أعراض انقطاع النفس النومي
يتسبب انقطاع النفس في ظهور عدة أعراض منها أعراض تحدث أثناء النوم ومنها ما يظهر أثناء النهار.
الأعراض أثناء النوم:
عادة لا يتم ملاحظة تلك الأعراض من الشخص المصاب وإنما تلاحظ من قبل شريك النوم وهي:
الشخير : يحدث الشخير أو الأصوات أثناء النوم نتيجة وجود مقاومة للهواء في مجرى التنفس. وطبقًا للدراسات فقد وجد أن الذين يعانون من الشخير أثناء نومهم مدة تتجاوز 15 % من إجمالي وقت النوم فإنهم في الغالب ما يعانون من انقطاع النفس النومي ويلزم إجراء مزيد من الفحوصات.
اللهاث: قد يستيقظ الشخص بصورة مفاجئة أثناء نومه نتيجة انسداد مجرى الهواء للحصول على مزيد من الهواء، وقد يكون بسبب آخر مثل قصور القلب أو الربو.
الاستيقاظ المتكرر: قد يتسبب انقطاع النفس النومي بالاستيقاظ المتكرر أثناء النوم، سواء تم تذكر هذا من قبل المصاب أم لا، مما يسبب الشعور بالنعاس أثناء النهار.
نوبات لتوقف التنفس أثناء النوم، والتي يلاحظها شريك النوم.
كثرة الذهاب إلى الحمام ليلاً، حيث يسبب انقطاع النفس النومي الاستيقاظ عدة مرات أثناء الليل، كذلك قد يكون سبب كثرة التبول ليلاً هو الضغط الواقع على المثانة نتيجة وجود مقاومة في التنفس وبذل جهد أكبر اثناء التنفس مما يدفع المثانة إلى الأسفل وبالتالي الشعور بالحاجة للذهاب إلى المرحاض.
الأعراض أثناء النهار
التعب غير المبرر أثناء النهار.
النعاس: من الأعراض الشائعة هي الشعور بالنعاس المفرط أثناء النهار، وهذا منطقي نتيجة الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم. وقد أجريت دراسات في هذا السياق ووجد أن حوالي نصف المصابين بانقطاع النفس النومي يعانون من هذه المشكلة، وعلى العكس فإن نسبة من المصابين لا يعانون من هذه الأعراض على الإطلاق.
الغفوة وصعوبة الانتباه أثناء النهار من العلامات التي تدل على الإصابة.
الشعور بعدم الانتعاش أثناء النهار بالرغم من عدد الساعات الكافية للنوم.
الشعور بالصداع بعد الاستيقاظ من النوم ويرجع ذلك إلى الاستيقاظ عدة مرات خلال النوم أو قد يكون بسبب نقص الحصول على الأكسجين أثناء النوم.
تقلب المزاج: فقلة النوم والحصول على القسط الكافي من الراحة يؤدي إلى الشعور باضطراب وتقلب المزاج أثناء النهار.
قلة التركيز نتيجة وعدم القدرة على إتمام المهام اليومية نتيجة الشعور بالنعاس.
كيف يتم التشخيص؟
يتم تشخيص حالات انقطاع النفس النومي عن طريق تخطيط النوم أو دراسة النوم، تتم هذه الدراسات في مراكز النوم، وتتم دراسة النوم عن طريق أجهزة مخصصة لتسجيل معدل التنفس، ونشاط الدماغ، ومستوى الأكسجين في الدم أثناء النوم.
هل انقطاع التنفس أثناء النوم خطير؟
يعد انقطاع النفس النومي الانسدادي أكثر أنواع انقطاع النفس ضررًا وخطورة على الصحة، حيث يسبب آثارًا جانبية قد تكون خطيرة.
يكون الأشخاص المصابون بانقطاع النفس النومي الانسدادي الشديد أكثر عرضة للوفاة بثلاث مرات مقارنة بغير المصابين.
وقد أجريت دراسة ووجد فيها أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس الشديد أثناء النوم نتيجة أمراض القلب أو السكتة الدماغية كانت أكثر بحوالي الضعف من أولئك المرضى المصابين بأمراض القلب أو السكتة الدماغية ولكن بدون انقطاع التنفس.
أثناء النوم تسترخي العضلات في الجزء الخلفي من الحلق، ويحدث ضيق في مجرى التنفس مما يؤدي إلى إعاقة دخول الهواء إلى الرئتين وبالتالي نقص مستوى الأكسجين المتدفق إلى القلب.
يسبب أيضًا انقطاع التنفس إلى حدوث اضطرابات في الأيض وعدم التحكم في مستوى الغلوكوز والإصابة بداء السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى اضطرابات المزاج وضعف التركيز والأداء اليومي.
كيف تعالج انقطاع التنفس؟
هناك عدة طرق لعلاج حالة انقطاع النفس النومي منها:
جهاز ضغط مجرى التنفس الموجب المستمر (CPAP): ويعد هذا العلاج من أكثر أنواع العلاج فاعلية لعلاج انقطاع النفس الانسدادي؛ حيث يقوم الجهاز بضخ الهواء في أنبوب متصل بقناع مثبت بإحكام على الوجه، ويخلق ضغطًا خفيفًا يعمل على فتح مجرى الهواء بصورة مستمرة.
الأجهزة الفموية: يعمل هذا الجهاز على دفع الفك السفلي للأمام مما يخلق مساحة لفتح مجرى الهواء خلف اللسان بشكل فعال، وهو جهاز يشبه أجهزة تقويم الأسنان. ويكون أكثر فاعلية في حالات الإصابة نتيجة سبب تشريحي في الفك.
إعادة تقييم الأدوية: يتم تقييم الأدوية التي قد تسبب انقطاع النفس النومي المركزي، ويتم استبدالها أو تقليل جرعتها.
علاج السبب الرئيسي: ففي حالة كان السبب هو قصور القلب فإنه يتم معالجة قصور القلب، وقد وجد أن معالجة القصور القلب أدى إلى تحسن الحالة بشكل كبير.
إنقاص الوزن: قد يؤدي الوزن الزائد -ولو بصورة متوسطة- إلى ضيق مجرى الهواء وبالتالي الإصابة بانقطاع النفس النومي، وطبقا لدراسات أجريت لتحديد العلاقة بين الوزن الزائد والإصابة بانقطاع التنفس وجد أن حجم اللسان والدهون المرتبطة به قد تسبب تلك الحالة.
ممارسة التمارين الرياضية: وجد أن ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة مثل المشي لمدة 20 دقيقة أو ممارسة التمارين الشاقة لمدة 8 دقائق تعمل على تقليل الإصابة بانقطاع التنفس النومي، كما تعمل التمارين خاصة في الصباح أو الظهيرة على زيادة النشاط أثناء اليوم وتحسين النوم ليلاً.
تجنب شرب الكحوليات: فطبقًا لدراسة أجريت على عدد من المرضى وجد أن هناك علاقة بين زيادة استهلاك الكحول والإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم.
مزيلات احتقان الأنف: يوجد علاقة بين انسداد الأنف والإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم، لذلك فتناول مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان يعمل على تحسين الحالة، ولكن ينصح باستشارة الطبيب قبل تناول هذه الأدوية بشكل منتظم.
تغيير وضعية النوم: فالنوم على الظهر قد يسبب تراجع اللسان للخلف وقفل مجرى الهواء مما يتسبب في انقطاع التنفس، لذلك ينصح الأطباء بالنوم على الجنب.
الجراحة: عادة لا يتم إجراء الجراحة إلا إذا لم تكن الطرق الأخرى للعلاج ذات فاعلية. تشمل تلك الجراحات التي تهدف إلى فتح مجرى الهواء استئصال اللوزتين، أو جراحة تقديم الفك، وهذا الحل يكون فقط للأشخاص الذين يعانون من خلل تشريحي. وهناك خيار آخر وهو وضع جهاز محفز للسان والذي يحفز اللسان لكي لا يعيق مجرى التنفس أثناء النوم.
التعليق