فقدان البصر من الممكن أن يحدث بشكل مفاجيء أو تدريجي، وفي كلتا الحالتين يعد أمرًا مثيرًا للقلق ومخيفًا، وهناك العديد من الإجراءات وطرق العلاج لفقدان البصر، ولكن إذا تركت الحالة بدون علاج سيؤثر ذلك على جوانب الحياة بأكملها.
يواجه الأشخاص المصابون العديد من العقبات؛ فهم أقل مشاركة في العمل، وأكثر إصابة بالتأثيرات النفسية مثل القلق والاكتئاب، كما يساهم في التسبب بالعزلة الاجتماعية، وكثرة التعرض للسقوط بسبب مشاكل الحركة [1].
فيما يلي سنعرض كل ما يتعلق بفقد البصر، والأسباب، وطرق العلاج المختلفة.
يشير مصطلح فقدان الرؤية إلى أن الشخص المصاب لديه فقدان جزئي أو كلي للبصر بشكل دائم، كما أن إجراء الجراحات أو ارتداء النظارات لا تعمل على تحسين الرؤية إلى المستويات الطبيعية.
بحسب التقارير فإن نسبة الإصابة بفقدان الرؤية يصيب عددًا ليس بالقليل؛ حيث تشير الإحصائيات أن 90 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية معرضون بشكل كبير لخطر فقدان البصر[2].
ولكي تكون الصورة أوضح؛ فإنه لكي نحصل على رؤية واضحة يجب أن يكون الضوء الداخل إلى العين غير متقطع من مقدمة العين مرورًا بالقرنية وعدسة العين حتى يصل إلى مؤخرة العين حيث الشبكية.
ويحدث فقدان كلي أو جزئي إذا ما تعطل مسار الضوء في أي من هذه الأجزاء، كذلك إذا حدث خلل في الأعصاب المسئولة عن البصر التي تربط العين بالدماغ.
يلزم إجراء فحص شامل للعين من قبل طبيب العيون أو أخصائي البصريات لكي يتم تشخيص الحالة بصورة صحيحة.
وطبقًا لجمعية العيون الأمريكية فإنه يجب إجراء فحص كامل للعين بدءًا من عمر 6-12 شهرًا ثم يتم إعادته كل عامين فيما بعد. وبعد إتمام عمر الأربعين إذا ظهرت أي علامات تدل على فقدان البصر يجب الخضوع لفحص العين كل عام.
كما يلزم الخضع أيضًا لفحص العين كل عام للأشخاص الذين بلغوا سن 65 عامًا بغض النظر عن حالة العين أو وجود مشكلة صحية.
ومن الضروري اكتشاف أية مشكلة بالعين في وقت مبكر؛ لكي يتم بدء العلاج المناسب في أقرب وقت، حتى يمكن الحفاظ على البصر.
وأثناء الفحص يقوم الطبيب بأخذ تاريخ طبي للحالة، بالإضافة إلى إجراء العديد من الاختبارات التي تقيم ما يلي:
هناك عدة أسباب لفقدان البصر، ولكن أشهر سبب هو الإصابة بالمياه البيضاء أو اعتام عدسة العين؛ وهذا يحدث بصورة طبيعية مع التقدم في السن.
وتوجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالمياه البيضاء في سن مبكر وبالتالي تزيد خطر الإصابة بفقد البصر منها:
تظهر الأبحاث أن المياه البيضاء في العين، والأخطاء الانكسارية غير المصححة من بين الثلاث أسباب رئيسية لفقدان البصر.
عادة ما تكون عدسة العين شفافة وتسمح بدخول الضوء إلى داخل العين، وعندما يحدث إعتام لها تعمل تلك الغيوم على إعاقة دخول الضوء؛ مما يجعل الرؤية ضبابية، وتؤدي في النهاية إلى فقدان البصر.
اعتام عدسة العين هو جزء طبيعي من مضاعفات التقدم بالعمر، ويزيد من تقدم الحالة بعض العوامل مثل التعرض لأشعة الشمس، وبعض الأمراض مثل السكري.
تكون العدسة بيضاء أو رمادية أو صفراء بنية في تلك الحالة، ويكون العلاج بشكل أساسي علاج جراحي لإزالة العدسة المتضررة، واستبدالها بعدسة صناعية.
هي مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على الرؤية بسبب خلل في قرنية العين؛ حيث تتأثر القرنية وتكون غير قادرة على تركيز الضوء على الشبكية بصورة صحيحة. تحدث هذه الاضطرابات في كبار السن ومن الممكن أن تحدث في أي عمر.
لا تستطيع العين تركيز الضوء بشكل صحيح إلى الجزء الخلفي من العين، ونكون رؤية الأشياء البعيدة واضحة بعكس الأشياء القريبة التي تكون مشوشة.
يتميز هذا الخطأ الانكساري بفقدان البصر تدريجيًا وعدم القدرة على رؤية الأشياء بوضوح عن قرب. إنه جزء طبيعي من أعراض التقدم بالعمر – بعد سن 40، قد تبدأ بملاحظة أنك تبعد الكتب عند القراءة من أجل رؤيتها بوضوح، وهو مؤشر على طول النظر الشيخوخي.
هو خلل يحدث بسبب انحناء العين. العين العادية مستديرة ولكن مع الانحراف، فإنها تشبه إلى حد كبير كرة القدم. إذا لم تكن العين منحنية بشكل متساوٍ، فلن تتمكن أشعة الضوء من التركيز بشكل صحيح. قد تلاحظ ضبابية أو تشوهًا قريبًا وبعيدًا مع انحراف البصر.
هي حالة مزمنة وتدريجية لزيادة الضغط داخل العين على العصب البصري الذي قد يتطور إلى فقدان دائم للرؤية.
يمكن لأي شخص أن يصاب بتلك الحالة، ولكن هناك مجموعات تكون أكثر عرضة للخطر، بما في ذلك الأمريكيون من أصل أفريقي الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من ارتفاع ضغط العين والسكري.
والطريقة الفعالة لعلاج ارتفاع ضغط العين هي تخفيف الضغط داخل العين عن طريق الأدوية أو الجراحة أو الليزر.
تؤدي هذه الحالة إلى تلف الجزء الخلفي من العين أو شبكية العين، مما يتسبب في فقدان البصر المركزي . التدخين والتاريخ العائلي للإصابة بالضمور البقعي من ضمن عوامل الخطورة.
هناك أنواع رطبة و جافة من الضمور البقعي.و يعتمد العلاج على النوع الذي تعاني منه. الضمور البقعي الجاف هو حالة تصبح فيها طبقات البقعة رقيقة وتجف وتفقد وظيفتها.
الضمور البقعي الرطب هو حالة أقل شيوعًا حيث تنمو الأوعية الدموية الجديدة خلف الشبكية. فهي ضعيفة وبالتالي يحدث تسريب للسوائل والدم. يمكن أن يتسبب التسرب في تكوين ندبات تعمل على توقف الشبكية عن العمل.
هو حالة تدمر فيها شبكية العين لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم. يمكن أن يسبب السكري غير المنضبط وارتفاع ضغط الدم مشاكل في شبكية العين، مثل نمو الأوعية الدموية غير الطبيعي والنزيف.
إذا كنت مصابًا بداء السكري أو ضعف التحكم في نسبة السكر في الدم، فأنت معرض لخطر الإصابة باعتلال الشبكية السكري. تزداد المخاطر أيضًا كلما طالت مدة إصابتك بمرض السكري.
من خلال الفحص المناسب ومستويات السكر الجيدة في الدم والتحكم في ضغط الدم والتدخل المبكر، يمكنك تجنب فقدان البصر الشديد.
لفقدان البصر المفاجئ أسباب عديدة، ويمكن أن تكون حالات طوارئ شديدة أولمهددة للحياة مؤلمة أو غير مؤلمة تمامًا.
ينصح بالاتصال بطبيب العيون على الفور إذا واجهت أيًا من الأعراض التالية:
معظم حالات فقدان البصر الشديدة تكون غير مؤلمة، ولكن عليك طلب الرعاية الصحية فور حدوث أي اضطرابات في الرؤية؛ فبعض أنواع فقدان البصر لا يمكن علاجها بنجاح إلا في فترة زمنية قصيرة.
المراجع
التعليق