إذا لاحظت ظهور عروق زرقاء على الساقين وتسبب لك عدم الراحة، فمن المحتمل أن تكون مصابًا باضطراب في الأوعية الدموية تعرف باسم الدوالي.
وطبقًا للأبحاث فإن ما يقرب من ربع البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من تلك الحالة. تسبب الدوالي الشعور بعدم الراحة، الألم، التورم، الحكة، والتعب. وليس بالضرورة ظهور جميع الأعراض.
إذا تركت بدون علاج فإنها قد تتسبب في الشعور بألم مزمن وتورم وتغيرات في الجلد. تحتوي الأوردة على صمامات تعمل على حركة الدم في اتجاه واحد نحو القلب.
عندما تتلف تلك الأوردة تتسبب في تجمع الدم في الساقين مما يؤدي إلى ظهور الدوالي.
الدوالي هي أوردة منتفخة وملتوية في الساقين، قطرها حوالي 4 ميلليمترات، وتوجد تحت الجلد، وأي وريد بالقرب من سطح الجلد معرض للإصابة بالدوالي.
تنقل الشرايين الدم من القلب إلى جميع أجزاء الجسم، ويعود من الجسم إلى القلب عن طريق الأوردة.
توجد ثلاثة أنواع للأوردة في جسم الإنسان، من بينها الأوردة السطحية القريبة من الجلد وفوق العضلات، وهذه هي الأوردة المعرضة للإصابة بالدوالي.
يتجمع الدم من الأوردة العميقة إلى الأوردة السطحية، وتعمل الأوردة السطحية كمجمع للدم من الروافد العميقة، ثم إلى الأوردة الرئيسية التي تنقل الدم إلى القلب.
إقرأ أيضًا: 6 علامات تدل على الدوار، تعرف على الأسباب، والعلاج
تنتج الدوالي بسبب قصور مزمن في الأوردة، حيث تكون الأوردة ضعيفة ورقيقة، مما يسبب تلف في الصمامات الموجودة بالوريد، مما يجعلها أقل كفاءة في إرسال الدم إلى القلب.
تعمل تلك الصمامات على إرسال الدم في إتجاه واحد نحو القلب، ويتم خروج الدم في الأوردة ورجوعه إلى القلب عن طريق العضلات، وتمنع الصمامات الدم من الرجوع للخلف.
عندما يحدث قصور في تلك الصمامات يتدفق الدم إلى الخلف ويتجمع في تلك الأوردة، مسببة الدوالي.
يمكن أن يصاب أي شخص بتلك الحالة، ولكن هناك عوامل تزيد من نسبة الإصابة منها:
بالرغم من أن دوالي الساقين والأوردة العنكبوتية كلاهما يظهر في الساقين إلا أن الحالتين مختلفتين عن بعضهما البعض.
فالدوالي هي عبارة عن عروق متضخمة ومنتفخة تظهر على سطح الجلد، وتشبه الحبل، ويكون لونها أزرق أو أرجواني، ويمكن أن تظهر في أي مكان بالجسم إلا أن أكثر المناطق شيوعًا الفخذين والجزء الخلفي للساقين.
أما الأوردة العنكبوتية فهي أوعية دموية صغيرة الحجم، زرقاء أو حمراء اللون، ولا ترتفع عن سطح الجلد، وتشبه شبكات العنكبوت، ولا تضغط على سطح الجلد مثل الدوالي.
وبالرغم من ذلك فإن الأوردة العنكبوتية أكثر وضوحًا على سطح الجلد، ويمكن أن تظهر على مساحة صغيرة أو كبيرة من الجلد.
كما تسبب الدوالي أعراضًا ظاهرية من حيث الشكل وكونها ليست جذابة إلا أنها تسبب أعراضًا جسدية كذلك فهي تسبب:
وتظهر الأعراض بعد الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة، وتتفاقم الأعراض إذا لم يتم علاج الحالة، حيث يحدث تصلب الجلد والأنسجة الرخوة، ومن الممكن أن تؤدي إلى حدوث تقرحات في الكاحلين.
من الممكن أن لا تسبب الدوالي أية أعراض ولكن إذا تركت بدون علاج فقد تتدهور حالة الأوردة، ويؤدي تجمع الدم في الساقين لفترة طويلة حدوث مضاعفات مثل:
إقرأ عن: التهاب المفاصل: تعرف على الأسباب والأعراض و6 طرق للوقاية
يختلف العلاج على حسب شدة الحالة، فإذا كنت تشعر بعد الارتياح فتحدث مع طبيبك لكي يقدم لك أنسب علاج لحالتك. وهناك عدة طرق لعلاج الدوالي نستعرضها فيما يلي.
يتم علاج الدوالي الصغيرة بطريقة تدعي العلاج بالتصليب، وهي عبارة عن حقن للأوردة المصابة بسائل أو رغوة تعمل على انسداد الوريد المصاب بشكل دائم.
تؤدي تلك العملية إلى انسداد الوريد، ومن ثم ينتج نسيج ندبي، ويعالج هذا الإجراء الدوالي الصغيرة التي تستجيب في غضون 6 أسابيع، أما الأوردة الكبيرة فتكون استجابتها في غضون 3 -4 أشهر.
يمكن أن تعالج الأوردة الكبيرة بالعلاج بالتصليب، ولكن طبقًا لما يقوله الأطباء فإن العلاج الجراحي قد يكون بديلاً أفضل.
ومن تلك الخيارات الجراحية قطع الأوردة المصابة، وتتم هذه الجراحة الصغيرة تحت تأثير التخدير الموضعي عن طريق إحداث شقوق صغيرة في الجلد وإزالة الأوردة المصابة.
ومن الممكن أن يحتاج المريض إلى علاج إضافي في حالة الأوردة الكبيرة والتي تسبب أعراضًا، عن طريق القسطرة واستخدام أجهزة الترددات الراديوية، أو الليزر.
هناك عدة إجراءات أخرى تتم لإزالة الدوالي تشمل تلك الإجراءات الاستئصال الحراري وتقنيات الاستئصال غير الحراري.
الاستئصال الحراري
تعد تقنيات الاستئصال الحراري تقنية متقدمة وهي أقل حد من التدخل الجراحي، وحلت هذه التقنية محل الجراحة التقليدية لإزالة الأوردة.
يقوم الجراح عن طريق إرشاد جهاز الموجات فوق الصوتية بإدخال أنبوب رفيع ورقيق (قسطار) داخل الوريد، ثم يقوم بتسخين طرف القسطار لإصابة الوريد واستئصاله، وبمجرد إغلاق الوريد التالف يعود مجرى الدم في الأوردة الطبيعية المحيطة.
تشمل تلك التقنيات:
الاستئصال غير الحراري
يتم استئصال الوريد بهذه التقنية بطرق غير حرارية، يتم في هذه التقنية حقن سائل أو رغوة تعمل على إتلاف الوريد وإغلاقه دون الحاجة إلى تخدير، ويمكن للمريض العودة للمنزل بعد هذا الإجراء وممارسة حياته بصورة طبيعية.
تساعد الجوارب الضاغطة على تعزيز الدورة الدموية في الساقين، ومساعدة تدفق الدم نحو القلب، كما تعمل على تقليل التورم ومنع حدوث الجلطات.
كما تعمل الجوارب على تحسين الأعراض الأخرى ويتم الاستعانة بها قبل وبعد إجراء الجراحة لتقليل التورم والشعور بعدم الراحة.
تعمل التمارين الرياضية، وارتداء الجوارب الضاغطة، وتقليل الوزن الزائد على إبطاء تطور الدوالي. كذلك من الضروري تجنب وضعية واحدة سواء الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة، لأن ذلك يمنع نشاط عضلات الساق وتراكم الدم في الأطراف.
المراجع
التعليق