في 28 نوفمبر 2022، أعادت منظمة الصحة العالمية تسمية جدري القرود إلى “إمبوكس”. واعتبارًا من أغسطس 2024، يتابع مركز السيطرة على الأمراض (CDC) التقارير عن الإصابات الجديدة حول العالم ويدعو المجموعات المعرضة للخطر إلى الحصول على اللقاح للوقاية وإبطاء معدل الإصابات.
تم الإعلان رسميًا عن الارتفاع المفاجئ في حالات مرض نادر يعرف باسم جدري القرود كحالة طوارئ صحية عالمية من قبل منظمة الصحة العالمية. الفيروس، الذي تم اكتشافه لأول مرة في أواخر الخمسينيات، شهد انتشارًا واسعًا منذ تفشيه في مايو 2022، حيث تم الإبلاغ عن حالات في أكثر من 100 دولة حول العالم، مما يجعله أكبر تفشٍ مسجل خارج إفريقيا منذ عام 2003.
واعتبارًا من 14 أغسطس 2024، شهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية ارتفاعًا حادًا في عدد الإصابات، مع تسجيل أكثر من 100 حالة مؤكدة في البلدان المجاورة خلال الشهر الماضي. تجاوزت حالات هذا العام بالفعل العدد الكبير المسجل في العام الماضي، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 15,000 حالة و537 حالة وفاة حتى الآن.
على الرغم من أن معدل الوفيات الناجم عن جدري القرود منخفض نسبيًا (بين 3% و6%)، يؤكد مركز السيطرة على الأمراض أهمية مراقبة الحالات الجديدة عن كثب. كما أصدر المركز تنبيهًا للسفر من المستوى الثاني، يشجع الناس على “اتخاذ احتياطات معززة”، خصوصًا في البلدان التي تم الإبلاغ عن حالات فيها، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة لها، بما في ذلك بوروندي، وكينيا، ورواندا، وأوغندا، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو.
ما هو جدري القرود؟
تم اكتشاف جدري القرود في عام 1958، وهو مرض نادر ناتج عن فيروس إمبوكس، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض. اسمه يأتي من قصته الأصلية، عندما حدثت تفشيين لمرض مشابه للجدري في مدن كانت فيها القرود محتجزة لأغراض البحث.
ينتقل الفيروس عن طريق تفاعل مع شخص أو حيوان مصاب، ويمكن أن ينتقل من خلال تبادل السوائل الجسدية أو ملامسة الجلد المصاب للشخص المصاب، وكذلك عبر الجهاز التنفسي من خلال جزيئات الرذاذ الكبيرة. يتطلب انتقال هذه الجزيئات تفاعلًا مطولًا وجهًا لوجه، حسبما يشير المركز.
يمكن للفيروس دخول الجسم عبر الجلد المتضرر أو من خلال الجهاز التنفسي، وكذلك من خلال العيون أو الأنف أو الفم. وتم الإبلاغ عن حالات في أشخاص يُعرّفون بأنهم رجال يمارسون الجنس مع رجال آخرين، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض.
يوجد لقاح ضد مرض جدري القرود، ويُعتقد أن اللقاح المطور للوقاية من الجدري فعال أيضًا في علاج إمبوكس، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض. اعتبارًا من أبريل 2024، يشجع مركز السيطرة على الأمراض على أخذ اللقاح للأشخاص الذين تعرضوا لفيروس إمبوكس أو الذين يُعتبرون في خطر أعلى للتعرض للفيروس.
ما هي اعراض جدري القرود؟
تشمل الأعراض النموذجية لجدري القرود الحمى، والصداع، وآلام العضلات، والإرهاق، وتورم الغدد الليمفاوية، وظهور الطفح الجلدي والبثور، وفقًا لأنتوني سانتيلا، أستاذ ورئيس قسم الإدارة والسياسة الصحية في جامعة نيو هيفن.
ويضيف مركز السيطرة على الأمراض أنه بعد يوم أو يومين من ظهور الحمى، غالبًا ما يظهر طفح جلدي على الوجه، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. تستمر الإصابة لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويمكن أن تحدث حالات شديدة. بالطبع، يبقى أن نرى مدى استمرار انتشار الفيروس.
على الرغم من أن التوقعات بالنسبة للمرضى المصابين بإمبوكس عادة ما تكون إيجابية، يشدد الأطباء على أهمية السعي للحصول على العلاج في أسرع وقت ممكن. وأوضح الأطباء أنه “رغم عدم وجود علاجات محددة لإمبوكس، فإن استخدام مضادات الفيروسات أثبت فعاليته في التعافي، حيث يتعافى معظم المرضى في غضون أسابيع قليلة”. وأضافوا أن “العوامل الأساسية لتحقيق نتائج إيجابية تشمل التشخيص المبكر، والبدء الفوري في العلاج لإدارة الأعراض، وتتبع المخالطين لتحديد حالات التعرض المحتملة”.
كيف تتجنب عدوى جدري القرود؟
في حين أن الأعراض قد تكون مقلقة، فإن الناس في الولايات المتحدة لا يجب أن يشعروا بقلق مفرط بشأن تفشي مرض إمبوكس الحالي، وفقًا لسانتيلا. حيث يقول: “إن مرض إمبوكس نادر للغاية، خاصة في البلدان المتقدمة مثل الولايات المتحدة.” وأضاف: “هناك قضايا صحية أخرى ذات أهمية أكبر للصحة العامة مثل كوفيد-19 والإنفلونزا، التي تؤثر على صحة السكان على نطاق أوسع.”
رغم أن إمبوكس ليس معروفًا بانتقاله بسهولة، إلا أن اتخاذ الحيطة الاستباقية يجب أن يكون أولوية. يشدد سانتيلا على أهمية أن يظل الجميع يقظين تجاه صحتهم، بغض النظر عن حالتهم الصحية، وأن يتواصلوا مع مقدم الرعاية الصحية الأولية إذا ظهرت عليهم أي أعراض.
وللوقاية من الإصابة، ينصح سانتيلا بالبقاء على اطلاع حول التطعيمات المطلوبة للسفر ومتابعة إرشادات الصحة من مركز السيطرة على الأمراض لتحديد أماكن انتشار إمبوكس. كما يشير إلى ضرورة معرفة المناطق التي يتوطن فيها المرض، مثل بعض الدول الإفريقية بما في ذلك بنين، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، جمهورية الكونغو الديمقراطية، الغابون، غانا، كوت ديفوار، ليبيريا، نيجيريا، جمهورية الكونغو وسيراليون.
جانب آخر مهم للوقاية من عدوى إمبوكس هو ممارسة الجنس الآمن. يوضح سانتيلا أن الحالات الحالية من إمبوكس تبدو أكثر انتشارًا بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين. ويضيف أنه رغم أن إمبوكس ليس مرضًا منقولًا جنسيًا، إلا أنه يمكن أن ينتقل من خلال الاتصال الوثيق مع تقرحات الشخص المصاب.
الحفاظ على الصحة العقلية
إذا كانت أخبار ظهور مرض نادر آخر تسبب لك القلق، يقترح الأطباء، تقليل كمية الأخبار التي تتابعها يوميًا للمساعدة في الحفاظ على هدوئك.
“لا أحد على كوكب الأرض يحتاج إلى أزمة صحية غير سارة أخرى في الوقت الحالي، ناهيك عن شبح فيروس آخر قابل للانتقال وله آثار جانبية غير مريحة للغاية”، يقول الدكتور ماريوس كومودور، المستشار الطبي السابق لشركة نوركس، وهي شركة متخصصة في الرعاية الصحية الشخصية. وللمساعدة في الحفاظ على الهدوء في ظل الأخبار المتداولة عن مرض إمبوكس، يوصي الدكتور كومودور بإدارة كمية الأخبار التي نتلقاها.
ويقول: “ابحث عن مصدر إخباري عادل وموثوق، وخصص ساعة واحدة فقط في اليوم لمتابعته، ثم تجنب استهلاك مصادر إعلامية أخرى.” ويضيف أن هذه الطريقة تساعد على منع العقل من التعرض المستمر للصور والمعلومات التي قد تكون مرهقة.”
إقرأ أيضًا:
أرقام جرعة صحة
أحدث الإحصائيات
79
مقال طبي
50
دراسة
160
خبر
970000
مشاهدة
اتصل بنا
لا تتردد في التواصل معنا في اي وقت
التعليق