تعد أعراض الدورة الشهرية مزعجة للعديد من النساء، وتحدث هذه الأعراض بصورة طبيعية ولا تعد حالة مرضية. أما إذا كانت هذه الاعراض شديدة أو مزمنة فقد تشير إلى الإصابة بحالة مرضية تسمى بطانة الرحم المهاجرة.
تعرف بطانة الرحم المهاجرة بأنها حالة تنغرس فيها خلايا وأنسجة الرحم في أماكن خارج الرحم.
تبدأ ظهور الأعراض المصاحبة بتلك الحالة مع مرحلة البلوغ وتشمل آلامًا مع الدورة الشهرية، آلامًا في الحوض، نزيف في غير أوقات الدورة الشهرية.
وتشير الإحصائيات بأن حوالي 10-15٪ من النساء تعانين من تلك الحالة في فترة الخصوبة [1].
ويتم التعامل مع هذه الحالة إما عن طريق تناول الأدوية أو الخضوع لعملية جراحية.
تزداد نمو تلك الأنسجة الرحمية المنغرسة في أماكن مختلفة مع زيادة مستوى الهرمونات في الدم، ثم تتكسر وتتحلل مع حدوث وانخفاض لتلك الهرمونات مسببة حدوث الدورة الشهرية.
وحيث أنه لا يوجد مكان لخروج تلك الدماء، يتسبب ذلك في حدوث تقلصات شديدة أسفل البطن والظهر، بالإضافة إلى وجود آلام مزمنة في الحوض في غير أيام الطمث.
تتراوح شدة الأعراض من أعراض متوسطة إلى شديدة قد تؤثر على أداء المهام اليومية مثل العمل والدراسة وأيضًا العلاقات الشخصية.
ليس هناك سبب معروف للإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، ولكن توجد عدة نظريات لمحاولة تفسير تلك الحالة ومن أشهر تلك النظريات هي نظرية ارتجاع دم الحيض.
تعني هذه الحالة رجوع الدم الناتج عن الطمث إلى قناة فالوب ومن ثم إلى تجويف الحوض بدلاً من الخروج من الجسم. ومن ثم التصاق تلك الخلايا والأنسجة ببطانة الحوض وتبدأ بالتكوين أثناء الشهر والتحلل مع نزول الدورة الشهرية.
وقد تحدث في النساء اللاتي يعاني من شدة النزف أثناء الحيض أو طول مدة الدورة أو اللاتي بدأ لديهم الطمث في سن مبكرة.
تشمل تلك الأعراض حدوث:
وعلى الرغم من ذلك، فبعض الحالات لا تظهر عليهن أية أعراض، ويتم اكتشاف تلك الحالات أثناء جراحة استكشافية عن طريق التنظير الداخلي.
ويتم التأكد من التشخيص عن طريق توافق الأعراض مع نتيجة فحص الموجات الصوتية للوصول إلى التشخيص الصحيح وبدء خطة العلاج.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي لتلك الحالة إلا أن هناك بعض الأدوية التي تعمل على تقليل الألم، وتعتمد خطة العلاج على حالة المريضة وشدة الأعراض كما تعتمد على خطط الإنجاب وتشمل خطة العلاج:
1- العلاج الهرموني: مثل تناول حبوب منع الحمل، وأقراص البروجيستيرون. تعمل تلك الأدوية على السيطرة على مستوى الهرمونات وبالتالي السيطرة على الأعراض.
2- الأدوية المسكنة للألم: تشمل تلك الأدوية مضادات الالتهاب الاستيرودية والتي تعمل على تسكين الألم.
3- العلاج الجراحي: يتم اللجوء للعلاج الجراحي في بعض الحالات، ويتم من خلاله إزالة الأنسجة المسببة للمرض، وفي الحالات الشديدة من الممكن إزالة قناة فالوب والمبيضين.
4- التخصيب الخارجي: في حالة التخطيط للإنجاب للمساعدة في حدوث الحمل.
وعلى المدى الطويل قد تختفي الأعراض بصورة نهائية؛ فقد تظهر الأعراض ثانية بعد التوقف عن تناول الأدوية وحتى بعد إجراء الجراحة.
لحسن الحظ تجد بعض النساء تحسنًا ملحوظًا للأعراض أثناء الحمل، ولكن قد يصحب ذلك حدوث مضاعفات تمثل بعض الخطورة على الحمل مثل حدوث ولادة مبكرة، أو الإصابة بتسمم الحمل، وارتفاع معدل الولادة القيصرية.
يشير الأطباء إلا أن بطانة الرحم المهاجرة تعد السبب الرئيسي فى حالات العقم؛ فقد وجد أن ما بين 30 % إلى 50% من النساء المصابات بمرض بطانة الرحم المهاجرة يعانين من تأخر الحمل [2].
وبالرغم من عدم معرفة سبب محدد للعلاقة بين حالات بطانة الرحم المهاجرة وبين حدوث العقم، إلا أن النظريات تشير إلى احتمالية حدوث تلف والتهابات في قناة فالوب وبالتالي صعوبة حدوث الإخصاب.
إقرأ أيضًا: العقم عند النساء، 7 أعراض، تعرفي على العلاج
متى يجب زيارة الطبيب؟
وبالرغم من عدم الوصول إلى علاج لتلك الحالة، ولكن يُنصح باستشارة الطبيب في حالة وجود آلام شديدة، حتى يصف لكِ الطبيب الأدوية المناسبة التي تعمل على تخفيف الأعراض.
فالكثير من الحالات يتأخر تشخيصهن بالمرض، وبالتالي يتأخر بدء العلاج المناسب.
لذا ننصح دائمًا بالتوجه للطبيب لكي يقوم بالتوجيه للعلاج المناسب الذي يخفف من شدة الأعراض.
التعليق