عسر القراءة هو واحد من اضطرابات التعلم التي تجعل من الصعب القراءة والكتابة. وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب يبدأ في مرحلة الطفولة إلا أن التعرف عليه قد يتأخر إلى مرحلة لاحقة. فقد يستمر لفترة طويلة دون تشخيص.
لكي تتعرف أكثر على خلل أو عسر القراءة تابع معنا قراءة هذا المقال؛ لتتعرف على الأسباب والأعراض وكيفية العلاج.
عسر القراءة هو اضطراب في الإدراك والتعلم، وهو من الاضطرابات الشائعة. ويعني عدم القدرة على تحليل الأصوات أو العناصر الصوتية للكلمات.
يواجه الأطفال والبالغون المصابون باضطراب خلل القراءة تحديًا لتعلم القراءة والتهجي وتعلم اللغة. وتمثل حالات الإصابة به حوالي 20% من سكان العالم [1].
يرجع أساس هذا الاضطراب إلى مشكلة جينية والتي تسبب صعوبة في التعامل مع الكلمات وتنسيقها. ولأن اللغة هي أساس التواصل في الدراسة فإن مهام مثل القراءة والكتابة وتنظيم الأفكار ومناقشتها تعد أمرًا صعبًا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة.
يجعل خلل القراءة من الصعب تطابق الحروف في الكلمة مع الأصوات التي تصدرها تلك الحروف. وفي حين أن الأشخاص المصابون بعسر القراءة يعانون من صعوبة في القراءة إلا أنهم يتمتعون بقدرة قوية على التحليل والإبداع.
يتمتع أولئك الأشخاص بمهارات تحليلية قوية ومهارات حل المشكلات بالرغم من صعوبة قراءة الكلمات بشكل صحيح. وعلى عكس المتوقع يتمتعون أيضًا بفهم الأفكار بفاعلية وكفاءة.
يتشابه عسر القراءة عند الأطفال والبالغين، إلا أنه لدى البالغين مهارات تعويضية تفوق عسر القراءة عند الأطفال. ويقول الباحثين أن البالغين قد يكونوا طوروا مهارات وآليات مختلفة عن الأطفال لتعويض هذا الخلل في القراءة.
وبالوصول إلى مرحلة البلوغ يجد المصاب صعوبة بالغة في أداء المهام المتعلقة بالقراءة، وتسبب له تلك المهمات القلق والتوتر. وبسبب تلك الصعوبة يضطر إلى فهم وتحليل ما يقرأه.
يؤثر عسر القراءة على عدة نواحي من الحياة، فسواء كان الأمر متعلقًا بقراءة قائمة مشتريات أو مساعدة فى حل الواجبات المدرسية، أو الرد على رسائل البريد الإلكتروني فكلها مهمات تؤثر على الحياة اليومية.
ولأن القراءة والكتابة جزء مهم من حياتنا فإن تأثير عسر القراءة يؤثر على حياتنا بصورة كبيرة. ولكي يتمكن المصاب بخلل القراءة من مواجهة تلك التحديات تنشأ لديه قدرة على تنظيم الأفكار والمشاعر بصورة أكبر.
يعد خلل القراءة شائعًأ لدى الكثير من الأشخاص. وتختلف العلامات المبكرة من شخص لآخر. وتكون مظاهر عسر القراءة مختلفة لدى البالغين متمثلة في القواعد اللغوية، وتركيب الجمل، وفهم العبارات والقدرة على الكتابة بصورة متعمقة.
وفقًا للباحثين تكون علامات عسر القراءة كما يلي:
ليس هناك أسباب معروفة بعد لهذا الخلل. ولكن يعتقد الباحثون بأن الأسباب قد تكون وراثية، ويعتقد البعض بأنها حالة يولد بها الطفل. وعادة ما يكون آباء الأشخاص المصابون يعانون أيضًا من هذه المشكلة.
ووجد أن أكثر من نصف آباء الأطفال المصابون يعانون أيضًا من هذه الحالة، وكذلك أشقائهم.
يعتقد العلماء أن تركيب بنية وكيمياء الدماغ مختلفة في الأشخاص المصابين بعسر القراءة مقارنة بالأشخاص غير المصابين، كذلك وجد اختلاف في نشاط وتشريح الدماغ .
ولحسن الحظ فقد وجد أن هناك طرق محددة لتعلم وتطوير مهارات القراءة ارتبطت بتغيرات في نشاط الدماغ.
وعلى الرغم من أن العلماء يرجعون سبب الإصابة بعسر القراءة إلى أسباب وراثية وجينية، إلا أنه وجد أن الأشخاص البالغين الذين لم يصابوا في طفولتهم من الممكن أن يصابوا فيما بعد.
قد يرجع ذلك إلى الإصابة في الدماغ إثر حادث أو التعرض للسكتات الدماغية أو الصدمات التي تسبب ضررًا كبيرًا للدماغ وتتطلب تدخلاً علاجيًا.
متى يجب رؤية الطبيب؟
عند الاشتباه بالإصابة بعسر القراءة فيجب استشارة الطبيب في أقرب وقت؛ فكلما تم اكتشاف الخلل في وقت مبكر وبدأت خطة العلاج مبكًرا كلما كان أفضل.
يلجأ الأشخاص المصابون إلى طلب الاستشارة الطبية عندما يواجهون صعوبات تؤثر على آداء أعمالهم الأكاديمية أو المتعلقة بالعمل .
عادة ما يتم التشخيص من قبل الأطباء النفسيين أو أخصائيي اللغة والكلام، ولا يتم ذلك من خلال أطباء الرعاية الأولية.
كيف يتم التشخيص؟
عادة ما يتم إجراء تقييمات شاملة من قبل الأطباء والأخصائيين النفسيين ومتخصصي اضطرابات التعلم.
تشمل هذه التقييمات تقييم القراءة ودقتها وسرعتها، ومدى الفهم والاستيعاب عن طريق:
إقرأ أيضًا:
ما هو اضطراب القلق؟ الأسباب والأعراض وطرق العلاج
تختلف مراحل خلل القراءة من مرحلة إلى أخرى؛ فقد تختفي في مرحلة ما في الحياة.
وبالرغم من عدم وجود علاج معروف لتلك الحالة، إلا أنه توجد بعض الطرق التي تعمل على تحسين عسر القراءة وتنمية مهاراتها.
يعمل التشخيص المناسب والتوجيه من قبل المختصين، بالإضافة إلى الدعم العائلي ومن الأصدقاء على تحسين المهارات وتحقيق النجاح في العمل.
وتشمل خطوات علاج خلل القراءة ما يلي:
3. المشاركة: بالطبع لا يطلب من المصابين بعسر القراءة بالكشف عن تشخيصهم لزملاء الدراسة أو العمل، ومع ذلك فإن مشاركة هذه المعلومات المتعلقة بتشخيص المصابين بخلل القراءة يساعدهم على الحصول على الدعم من مديريهم أو زملاء الدراسة والعمل مما يسهل عليهم الصعوبات ويساعدهم على تحقيق النجاح.
4. التعاون مع المتخصصين: إن العمل مع المتخصصين المدربين بتعليم القراءة والكتابة يساعد الأشخاص المصابين بخلل القراءة على تحسين مهاراتهم، ومن المهم أيضًا المتابعة المنزلية والتنسيق.
5. طلب المساعدة: فكما ذكرنا أن مشاركة التشخيص مع زملاء الدراسة أو العمل وطلب المساعدة، وتحديد ما يحتاجه بالتحديد له دور كبير؛ فهذا يشعر الشخص المصاب بالدعم وبالتالي الإنتاجية في العمل.
مخاطر عسر القراءة
قد يكون لدى الأشخاص المصابين بخلل القراءة تاريخ من النتائج السلبية فيما يتعلق بالدراسة والحياة العملية والأكاديمية بسبب اختلافهم، وهذا بسبب شعورهم بأنهم أقل قدرة من زملائهم في التحصيل الدراسي.
ومع ذلك فإن تقديم الدعم وتعلم الاستراتيجيات والمهارات التعويضية مثل الذاكرة البصرية تعمل على تسهيل العقبات والتحديات التي يواجهونها، بل ومن الممكن أن تزيد فرص الإبداع. فمع العزم والمرونة في اكتساب المهارات قد يزيد فرص النجاح في الحياة.
المراجع
التعليق