التهاب الكبد C: تعرف على الأسباب والأعراض وطرق العلاج

التهاب الكبد C: تعرف على الأسباب والأعراض وطرق العلاج

Share

التهاب الكبد C (بالإنجليزية: Hepatitis C) هو التهاب يصيب الكبد، وهو عضو حيوي يلعب دورًا محوريًا في تصفية الدم، ومكافحة العدوى، ومعالجة العناصر الغذائية. يعد هذا النوع هو أحد أكثر الأنواع شيوعًا بين الأنواع الأخرى، يسببه فيروس وينتقل عادةً عن طريق الاتصال بدم شخص مصاب.

يُقدر أن حوالي 2.4 مليون شخص في الولايات المتحدة مصابون حاليًا بالتهاب الكبد C، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها [1]. يعد التهاب الكبد حالة خطيرة ولكنها قابلة للعلاج، رغم أن العلاج الاستباقي والمبكر ضروري. 

تابع القراءة لمعرفة المزيد عن التهاب الكبد C، بما في ذلك إرشادات الوقاية، الأعراض الشائعة والأسباب وخيارات العلاج.

ما هو التهاب الكبد C؟

التهاب الكبد الوبائي C هو عدوى فيروسية في الكبد يسببها فيروس التهاب الكبد C (HCV). يمكن أن يسبب فيروس C عدوى حادة ومزمنة في الكبد. يشير الأطباء إلى أن أكثر من نصف الأشخاص الذين يتعرضون لفيروس C سيطورون عدوى مزمنة طويلة الأمد في الكبد.

في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي الفيروس أيضًا إلى مضاعفات مثل تليف الكبد، فشل الكبد وسرطان الكبد. الخبر الجيد أن التهاب الكبد C قابل للشفاء في العديد من الحالات، رغم أن الكثير يعتمد على عمر الشخص عند الإصابة، حالته الصحية العامة واستجابته المناعية.

إقرأ ايضًا:

البواسير: الأعراض والعلاج و4 طرق للوقاية

الفرق بين التهاب الكبد A و B و C؟

التهابات الكبد A وB وC متشابهة من حيث أن كل فيروس يستهدف خلايا الكبد (تسمى الخلايا الكبدية).

تختلف طرق انتقال كل نوع من أنواع التهاب الكبد، وكذلك هيكل كل جزيء فيروس. يقول الأطباء: “يُنتقل التهاب الكبد A بشكل شائع عن طريق البراز-الفم (الطعام أو الماء الملوث) أو في ظروف سوء الصرف الصحي”. “أما التهاب الكبد B هو فيروس DNA وله طريقة انتقال مماثلة لالتهاب الكبد C (الانتقال عن طريق الاتصال بالدم).”

الاختلاف الرئيسي بين الفيروسات هو أن التهاب الكبد A يسبب مرضًا حادًا، ويختفي من تلقاء نفسه، مما يعني أن المرضى يتعافون بعد مرض حاد يظهر بأعراض مثل اليرقان، التعب، الشعور العام بالمرض وآلام البطن. ومع ذلك، من المرجح أن يصبح التهاب الكبد B وC مزمنًا، مما يعني أن الحالة تتكرر.

بينما تسبب جميع أنواع التهاب الكبد A وB وC التهابًا في الكبد ولها أعراض مشابهة، يميل التهاب الكبد B إلى البقاء في الجسم لفترة أطول.

 التهاب الكبد الوبائي C عادة ما يكون الأكثر شدة، ويمكن أن يكون مميتًا إذا لم يتم علاجه. غالبًا ما تمر إصابات التهاب الكبد A من تلقاء نفسها. تتوفر لقاحات لالتهاب الكبد A وB ويمكن أن تمنع المرض. لا يوجد حتى الآن لقاح لالتهاب الكبد C، لكن العلاج لهذه الحالة فعال للغاية إذا تم اكتشافه مبكرًا.

ما هي اعراض التهاب الكبد C؟

غالبًا لا يشعر الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد الوبائي المزمن بأية أعراض، ولا يشعرون بالمرض، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض. يمكن أن يكون الأشخاص بدون أعراض لفترات طويلة بعد الإصابة الأولية. ومع ذلك، إذا عانى الشخص من أعراض التهاب الكبد C، فقد تشمل هذه الأعراض:

– الحمى.

– الشعور بالتعب.

– الغثيان والقيء.

– نقص الشهية.

– آلام في البطن.

– اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).

– البول الأصفر الداكن والبراز فاتح اللون.

– آلام المفاصل والعضلات.

أعراض التهاب الكبد A وB وC متشابهة، مما يجعل من الصعب معرفة نوع التهاب الكبد الذي يعاني منه الشخص بدون اختبار طبي.

إقرأ أيضًا:

السيلياك .. الأعراض والأسباب والعلاج

 اسباب التهاب الكبد C

التهاب الكبد C هو فيروس ينتقل عن طريق الدم، مما يعني أنه ينتقل من خلال الدم. هناك عدة عوامل خطر تساهم في أسباب التهاب الكبد C.

طرق انتقال التهاب الكبد الوبائي C

حقن ومشاركة الإبر

حاليًا، العامل الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب الكبد C هو مشاركة الإبر أو معدات الحقن الأخرى بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يحدث ما يقدر بـ 23% إلى 39% من الإصابات الجديدة بالتهاب الكبد C بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، حيث يُعزى ثلث الوفيات المتعلقة بالتهاب الكبد C إلى استخدام المخدرات القابلة للحقن.

مشاركة شفرات الحلاقة ومنتجات العناية الشخصية الأخرى

في حالات نادرة، قد يُصاب الشخص بالتهاب الكبد C عند استخدام منتج للعناية الشخصية الذي تلوث بدم مصاب بـالفيروس. إذا جرح الشخص نفسه أثناء الحلاقة بشفرة ملوثة بدم مصاب بـالفيروس، فإن الانتقال ممكن [2].

الاتصال الجنسي

رغم أنه غير شائع، فمن الممكن الإصابة بالتهاب الكبد C من خلال الاتصال الجنسي، وفقًا للأطباء. تكون هذه العدوى محتملة بشكل خاص إذا كان الشخص على اتصال جنسي مع شخص يتعاطى المخدرات عن طريق الحقن.

 أثناء الحمل أو الولادة

وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، تنقل الأمهات المصابات بـالتهاب الكبد C لأطفالهن في 5.8% من حالات الحمل. تكون هذه المخاطرة أعلى إذا كانت الأم مصابة أيضًا بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) [3].

نقل الدم

يمكن نظريًا أن ينتقل التهاب الكبد الوبائي C من خلال نقل الدم. ومع ذلك، بفضل الفحص الواسع النطاق لإمدادات الدم للفيروسات، من غير المحتمل الإصابة بالتهاب الكبد C من خلال نقل الدم أو زرع الأعضاء اليوم، بحسب قول الأطباء

 كيف يتم تشخيص التهاب الكبد C؟

عند تشخيص التهاب الكبد الوبائي C، سيطرح الطبيب عدة أسئلة على المريض، تتضمن الأعراض التي يعاني منها ومدة استمرارها، بالإضافة إلى السؤال عن أي ممارسات قد تنقل الفيروس إليه، مثل:

– نقل الدم.

– السفر.

– تعاطي المخدرات عن طريق الحقن.

– إجراء الوشم أو ثقب الجسم.

– غسيل الكلى.

– التعرض لأفراد آخرين مصابين أو يحتمل إصابتهم بالتهاب الكبد الوبائي C.

بعد ذلك، سيقوم الطبيب بإجراء فحص إكلينيكي للمريض للبحث عن علامات تدل على إصابته بالعدوى أو تضرر الكبد الناتج عنها، مثل تغير لون الجلد، أو تورم في الساقين، القدمين أو الكاحلين، أو ألم وتورم في البطن.

هناك عدة فحوصات تساعد في تشخيص التهاب الكبد الوبائي C، وتشمل:

– فحوصات الدم للتأكد من وجود عدوى في الجسم.

– فحص وظائف الكبد لتحديد مستويات إنزيمات الكبد المختلفة التي تتأثر بالتهاب الكبد الوبائي C.

– فحص الأجسام المضادة لفيروس التهاب الكبد الوبائي C.

– فحص الحمل الفيروسي للبحث عن المادة الوراثية الخاصة بفيروس التهاب الكبد الوبائي C في الجسم.

– تصوير الكبد بالرنين المغناطيسي أو بالموجات فوق الصوتية للكشف عن تليف الكبد.

– خزعة الكبد التي تُجرى في المراحل المتقدمة من المرض لتحديد مدى التلف الحاصل للكبد.

كيف يمكن الوقاية من التهاب الكبد C؟

لا ينتقل التهاب الكبد C من خلال العناق، السعال أو العطس، ولا من خلال الرضاعة الطبيعية أو مشاركة الطعام أو الماء. نظرًا لعدم وجود لقاح لالتهاب الكبد C؛ فإن أفضل طريقة لتجنب الإصابة هي تجنب السلوكيات المرتبطة بانتشار المرض، مثل تعاطي المخدرات باستخدام الإبر غير المعقمة.

متى يجب طلب المساعدة الطبية؟

يجب على الشخص الذي يعاني من أعراض التهاب الكبد الوبائي C أو لديه مخاوف بشأن الإصابة بالفيروس التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية لتحديد خيارات الاختبار والعلاج إذا لزم الأمر. إذا كانت نتيجة اختبار الدم لالتهاب الكبد C إيجابية، يشدد الأطباء على أهمية التحدث مع طبيب محترف فورًا وطرح الأسئلة التالية خلال الاستشارة مثل:

– متى وكيف يمكن علاج التهاب الكبد الوبائي C؟

– هل من الضروري فحص حالات العدوى الأخرى أو الحالات الطبية الأخرى، بما في ذلك سرطان الكبد؟

– كم تأثر الكبد بعدوى التهاب الكبد C؟

– ما هي الأدوية أو المواد الأخرى التي يجب تجنبها؟

– هل هناك تطعيمات يمكن النظر فيها للمساعدة في الحماية من أشكال العدوى الأخرى؟

– ما هي أفضل طريقة لمنع انتقال فيروس C للآخرين؟

علاج التهاب الكبد C

يقوم الأطباء باختبار التهاب الكبد باستخدام اختبارات الدم التي تكتشف استجابة الجسم المناعية للتعرض للفيروس ووجود المادة الجينية لالتهاب الكبد C في الدم.

وينصح الأطباء بأنه يجب على أي شخص يزيد عمره عن 18 عامًا أن يُجرى فحصًا لالتهاب الكبد C مرة واحدة على الأقل في حياته، كما ينبغي أيضًا فحص الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات حاليًا أو سبق لهم تعاطي المخدرات، وكذلك الأشخاص الذين يستخدمون المخدرات عبر الأنف.

ويضيف الأطباء أنه ينبغي للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، النساء الحوامل، والأشخاص الذين ولدوا لأمهات مصابات بالتهاب الكبد C النظر في اختبار الفيروس. كما يجب اختبار الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد، يتلقون علاج غسيل الكلى، أو تلقوا علاجًا بمنتجات الدم أو زرع الأعضاء قبل عام 1992.

لحسن الحظ، فإن التهاب الكبد الوبائي C هو فيروس قابل للعلاج، يتضمن علاج التهاب الكبد C عادةً دورة علاجية من ثمانية إلى اثني عشر أسبوعًا من الأدوية الفموية، تكون هذه الأدوية عمومًا جيدة التحمل، لها آثار جانبية قليلة ومن المتوقع أن تشفي التهاب الكبد C لدى أكثر من 90% من الأشخاص الذين يكملون العلاج.

يساعد علاج وشفاء التهاب الكبد الوبائي C على وقف، وربما عكس، الأضرار التي لحقت بالكبد بسبب التهاب الكبد الوبائي C. كما يساعد العلاج في منع انتشار الفيروس بشكل أكبر.

قد يكون علاج التهاب الكبد C أكثر تعقيدًا إذا عانى الشخص من أضرار كبدية شديدة نتيجة التهاب الكبد C أو نتيجة مشاكل طبية أخرى، لكنه يمكن أن ينجح تحت إشراف أخصائي أمراض الكبد.

عادةً، لا يتطلب التهاب الكبد الوبائي C الحاد أي علاج، حيث يزول من تلقاء نفسه. لكن في الحالات التي يستمر فيها التهاب الكبد الحاد ويتحول إلى مزمن، يقوم الطبيب بوصف مضادات فيروسية لمهاجمة فيروس C والقضاء عليه.

إقرأ أيضًا:

الامساك عند الرضع: تعرف على أسبابه وأعراضه و8 طرق للعلاج

هل تعاني من اضطراب المعدة؟ أفضل 7 أطعمة ينصح بتناولها 

المراجع:

 

 

التعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أرقام جرعة صحة

أحدث الإحصائيات
79
مقال طبي
50
دراسة
160
خبر
970000
مشاهدة

اتصل بنا

لا تتردد في التواصل معنا في اي وقت