التهاب المفاصل من الحالات الشائعة جدًا حيث يعاني ما يقرب من 58 مليون شخص في الولايات المتحدة من أحد أشكال التهاب المفاصل وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية [1].
يتخذ التهاب المفاصل عدة أشكال أشهرها التهاب الفصال العظمي، وهو ناتج عن الاستخدام الزائد، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وهو راجعٌ إلى اضطرابات المناعة الذاتية.
تتضمن الأعراض الناتجة عن التهاب المفاصل الألم، التيبس، صعوبة الحركة والمشي أو تسلق الدرج، كذلك صعوبة استخدام مفاصل اليد في الكتابة، ومن الممكن أن يؤدي إلى صعوبة النوم.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي لهذا المرض، إلا أن تشخيص المرض والبحث عن العلاج يمكن أن يحسن الأعراض بشكل كبير مما يحسن من جودة حياة الشخص، وربما يبطئ من تقدم الحالة.
لتتعرف على المزيد عن التهاب المفاصل، وما هي أنواعه والأسباب المؤدية للإصابة به، وطرق العلاج المختلفة تابع معنا ما يلي.
يستخدم مصطلح التهاب المفاصل لوصف العديد من الأمراض والحالات المرضية. أكثرها شيوعًا تلك الأمراض التالية:
وهو النوع الأكثر شيوعًا من التهَاب المفاصل، ويحدث هذا النوع من الالتهاب نتيجة حدوث تآكل للغضاريف بشكل تدريجي مع التقدم بالعمر.
يحدث عادة في المفاصل الحاملة للوزن؛ حيث يتركز ضغط الجسم ويتم تحميل الوزن عليها، كذلك من الممكن أن تصاب مفاصل الأصابع. ويحدث تورم وتيبس للمفصل مما يسبب الشعور بالألم وتقييد للحركة.
هو مرض مناعي يحدث بسبب هجوم جهاز المناعة في الجسم على الغشاء الزلالي الذي يحيط بالمفصل.
يحدث عادة في اليدين والمعصمين والركبتين، ويمكن أن يؤثر هذا المرض أيضًا على أنسجة وأعضاء أخرى، بما في ذلك زيادة احتمال حدوث التهاب بالرئة وتليفها، وأيضًا تصلب الشرايين التاجية.
يظهر التهَاب المفاصل الروماتويدي في الصباح كتيبس أثناء الحركة تستمر لأكثر من ساعة، وتزداد سوءًا مع الراحة وتتحسن مع النشاط.
قد يرتبط التهاب المفاصل بعدة حالات مرضية منها:
الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا): حيث تحدث آلام في جميع أنحاء الجسم -ليس فقط في المفاصل-، كما تزداد حساسية الجسم للألم.
يتأثر حوالي 2% من البالغين بهذه الحالة، ولكن النساء أكثر عرضة للإصابة بمرتين من الرجال [2].
النقرس: هو نوع من التهاب المفاصل التنكسي؛ ناتج عن تراكم بلورات حمض اليوريك في المفصل، وغالبًا ما يؤثر على مفصل واحد في كل مرة.
قد يعاني الشخص المصاب بالنقرس من نوبات ألم مفاجئة حادة، وفترات تحسن لا تظهر فيها أية أعراض.
يمكن أن تتسبب بعض الأطعمة والمشروبات، في حدوث مثل هذه النوبات المؤلمة، مثل:
– اللحوم الحمراء
– الكحول.
مرض الذئبة: يحدث التهاب في المفاصل عند الأشخاص الذين يعانون من مرض الذئبة بشكل مشابه لالتهاب المفاصل الروماتويدي؛ حيث يكون أيضًا مناعيًا وعادة ما يحدث في المفاصل الصغيرة مثل اليدين والمعصمين والقدمين.
معظم الأشخاص الذين يعانون من الذئبة يشعرون بألم في المفاصل، ويصاحب ذلك نوبات من التعب والحمى والطفح الجلدي، وقد يؤثر على العديد من أعضاء الجسم بما في ذلك القلب والكلى والدماغ.
إقرأ أيضًا:
تختلف أعراض الالتهاب في المفاصل على حسب نوع الالتهاب؛ ولكن الشعور بالألم هو العرض الأساسي، وتختلف الأعراض من شخص لآخر.
يمكن أن تشمل أعراض التهاب المفاصل الأخرى ما يلي:
قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من التهابات المفاصل الروماتويدية أيضًا من:
– التعب والنعاس والضعف البدني.
– التيبس والألم المستمر، خاصة في الصباح والذي يستمر لفترة تزيد عن ساعة.
من المهم أن نعرف أن هذه الأعراض ليست دائمًا بسبب التهابات المفاصل. فمن الممكن أن تكون هناك العديد من الأسباب المحتملة مثل:
– التواء الأربطة.
– كسور العظام.
– مرض لايم.
– أمراض أخرى مثل بعض الأورام السرطانية.
– التواء الركبة.
وينصح بأنه إذا لم يكن هناك تحسن مع تعديل النشاط واستخدام الثلج ورفع المفصل بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، فمن الضروري الذهاب لإجراء فحص وتقييم لدى الطبيب المختص.
لا يوجد طريق محدد للوقاية من التهاب المفاصل، حيث إن بعض عوامل الخطورة مثل الجنس والوراثة والعمر لا يمكن التحكم فيها.
مع ذلك، يمكن زيادة خطر التهابات المفاصل بسبب بعض العوامل النمطية والتي يمكن الوقاية منها.
يعد الوزن الزائد أحد عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب مفصل الركبة، ويمكن أن يسرع من تقدم المرض.
يساعد الحفاظ على وزن صحي في التقليل من خطر التهاب المفاصل، كما يمكن أن يقلل أيضًا من ألم الالتهاب وتحسين وظيفة المفاصل في الأشخاص الذين يعانون بالفعل من هذه الحالة.
وينصح الأطباء عادة بالحفاظ على وزن صحي فهو أمر مهم جدًا لصحة القلب، كما يساعد على تقليل فرص تطور التهاب المفاصل.
تشير الأبحاث إلى أن النظام الغذائي يلعب دورًا هامًا في تتطور التهاب المفاصل الروماتويدي. فهناك بعض الأطعمة المفيدة التي تعمل على تقليل خطر التهاب المفاصل، في حين أن لبعض الأطعمة تأثير عكسي.
فمثلاً السكريات المصنعة (الحلوى) هي محفزات للالتهاب، وغالبًا ما ينصح الأطباء بتجنب تناولها.
بالإضافة إلى السكريات هناك أيضًا بعض الأطعمة الأخرى التي ينصح بتقليلها مثل :
– اللحوم الحمراء.
– الأطعمة عالية السعرات الحرارية.
– الكربوهيدرات المكررة.
– الملح.
وعلى الجانب الآخر فإن الأطعمة مثل الكركم لها جزء مضاد للالتهاب وقد تكون خيارًا جيدًا لإدماجها في نظامك الغذائي.
تشمل الأطعمة الأخرى التي تعمل كمضادة للالتهابات:
– بعض الزيوت مثل زيت الزيتون وزيت بذور الكتان.
– الأسماك الدهنية.
– الخضروات.
– الفواكه وخاصة الحمضيات.
من الضروري معرفة أنه لا يمكن للغضروف أن يعيد بناء نفسه، لذا بمجرد تآكله، لا يمكن استعادته بواسطة ممارسة الرياضة. ومع ذلك، يمكن أن تزيد ممارسة الرياضة من كثافة العظام، مما يساعد في حماية المفاصل من الإصابة.
وممارسة التمارين الرياضية أمر مهم للغاية لتقليل التهاب المفاصل المزمن، فبمجرد أن يتم تشخيص حالتك، فإن العثور على وسائل للبقاء نشطًا والحفاظ على نشاطك البدني أمر ضروري للغاية، حتى وإن كان ذلك يعني العيش بمستوى معين من الألم.
أظهرت الدراسات أن الحفاظ على ممارسة التمارين الرياضية أدى إلى تقليل الشعور بالألم وتحسين جودة الحياة بعدة عدة شهور من بدء التمارين [3].
أظهرت أيضًا أن السباحة تخفف الألم لدى المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل خاصة التهاب الفصال العظمي.
يزيد التدخين من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض الرئة وأمراض القلب، وهو أيضًا عامل خطورة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. يمكن أن يجعل التدخين الحالة أسوأ.
تظهر الدراسات ارتباط التدخين بتطور التهاب المفاصل الروماتويدي؛ فقد أُجْرِيت دراسة في عام 2020 على عدد من المرضي وأوضحت النتائج أن المدخنين كانوا أكثر عرضة للإصابة من غير المدخنين.
وأيضًا أظهرت الدراسات أن الإقلاع عن التدخين يرتبط بتقليل نشاط مرض التهاب المفاصل الروماتويدي.
يعمل التدخين كذلك على صعوبة ممارسة الرياضة مما يزيد الأمر سوءً؛ فممارسة الرياضة هي جزء مهم من علاج أعراض التهاب المفاصل، وهذا الأمر يكون صعبًا جدًا مع التدخين.
وكما ذكرنا أن ممارسة الرياضة بانتظام مهمة لتقليل التهاب المفاصل، إلا أن المشاركة في الرياضات العنيفة مثل كرة القدم والجري لمسافات طويلة ورفع الأثقال قد تزيد من الإصابة بتآكل المفاصل في الركبة لحدوث الكثير من الصدمات للمفاصل أثناء الممارسة.
كذلك هناك بعض الممارسات الأخرى التي قد تزيد من تآكل المفاصل مثل:
– الالتفات المفاجئ.
– الانتقال السريع.
– القفز.
يمكن أن تسبب قوة ثقيلة على مفصل الركبة مما يؤدي إلى تدهور المفصل على مر السنين.
ينبغي أن نعلم أن الغضروف يمكن أن يتكيف مع الأحمال التي تتم إضافتها ببطء بشكل أفضل من الأحمال العالية والتي يمكن أن تسبب إصابة بالغضروف،.
لذلك ينبغي تجنب إصابة المفاصل بسبب الأحمال، بغض النظر عما إذا كان هناك مرض موجود مسبقًا أم لا؛ فممارسة التمارين المعتدلة لا تسرع في تآكل الغضروف في الركبة، بل هي تعمل على تحسين وظيفتها وتقليل الألم والإعاقة.
يمكن لمقدم الرعاية الصحية أو العلاج الطبيعي أو المدرب الشخصي المعتمد الذي لديه خبرة في العمل مع الأشخاص الذين يعانون من الالتهاب في المفاصل أن يساعد في إنشاء برنامج للتمارين آمن وسهل وفعال.
على الرغم من أن التهَاب المفاصل لا يمكن غالبًا الوقاية منه، إلا أن الزيارات المنتظمة إلى الطبيب والفحوصات الصحية يمكن أن تساعد في التحكم في عوامل الخطورة المرتبطة بالتهاب المفاصل.
فيمكن للطبيب أن يجري معك نقاشًا حول العادات الصحية مثل النظام الغذائي الصحي، وممارسة التمارين الرياضة، كذلك يمكنه مناقشة المشاكل الأساسية التي قد تجعلك عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل – مثل القدم المسطحة، يمكن معالجة مثل هذه المشاكل عادةً مع العلاج الطبيعي إذا تم اكتشافها في وقت مبكر.
الحصول على تشخيص دقيق في وقت مبكر واتباع خطة العلاج المنتظم يمكن أن يقلل من الأعراض ويمنع تفاقم المرض. فرؤية الطبيب أمر ضروري خاصة لبعض أنواع التهاب المفاصل، مثل الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والنقرس، كذلك بعض الأمراض الأخرى كالسكري أو أمراض القلب.
يجب استشارة الطبيب المختص إذا ظهرت عليك أيًا من الأعراض التالية:
كلما تم التعرف على التهاب المفاصل في وقت مبكر، زادت الفرصة في البدء بإجراء تغييرات في نمط الحياة وتلقي العلاج المناسب للسيطرة على الأعراض.
تتضمن الفحوصات المبدأية لالتهاب المفاصل عادة الأشعة السينية، التي يمكن أن يطلبها الطبيب.
وبمجرد أن يتم التشخيص، فإن الإحالة إلى طبيب العلاج الطبيعي أو جراح العظام هي أمر ضروري للغاية، واعتمادًا على التشخيص الدقيق ونتائج التحاليل المخبرية، قد يتم أيضًا إحالة المريض إلى طبيب أمراض الروماتويد وإعادة التأهيل.
التعليق