السيلياك أو حساسية الجلوتين هو مرض مناعي يصيب حوالي 1 % من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية[1].
فالأشخاص المصابون بحساسية الغلوتين لا بديل لهم عن تناول الوجبات الخالية من الجلوتين؛ وهذه المادة هي المسببة لرد الفعل المناعي تجاه تناول القمح، وإحداث ضرر كبير في الأمعاء.
وعلى الرغم من أن هذا المرض ليس له علاج فعال حتى الآن، إلا أن الالتزام بنمط غذائي خالي من الغلوتين يعمل على التحكم في الأعراض.
تعلم في هذا المقال على المزيد عن مرض السيلياك والأعراض الشائعة له.
هو اضطراب في الجهاز الهضمي، ويعد حالة من حالات المناعة الذاتية، نتيجة التعرض للغلوتين الموجود في القمح والشعير والشوفان، يحدث رد فعل تحسسي يسبب تلفًا لبطانة الأمعاء الدقيقة، وبالتالي سوء امتصاص للعناصر الغذائية.
إن تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السيلياك يحفز الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة. تقوم هذه الأجسام المضادة بإتلاف البطانة الموجودة بالأمعاء الدقيقة.
وحيث أن الأمعاء الدقيقة هي المسئولة عن امتصاص المواد الغذائية، فإن امتصاص الفيتامينات والمواد المغذية يتأثر بصورة كبيرة في مرضى السيلياك.
يؤدي سوء امتصاص هذه المواد الغذائية إلى إحداث العديد من المشاكل الصحية على المدى البعيد مثل الإصابة بفقر الدم وهشاشة العظام إذا ما تم إهمال العلاج.
السيلياك هو مرض وراثي، أى أنه ينتقل عبر الأجيال، وقد وجد أنه أكثر انتشارًا في مناطق شمال أوروبا، حيث يصاب شخص من بين 150 شخصًا [2] ، وقد وجد أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الرجال بمقدار الضعف.
وإضافة إلى ذلك فإن المرض أكثر حدوثًا في الأشخاص المصابين بأمراض مناعية ذاتية أخرى، مثل النوع الأول من داء السكري، وأمراض المناعة الذاتية الأخرى كالروماتويد، ومتلازمة القولون العصبي.
بالإضافة إلى أن الشخص الذي لديه تاريخ عائلي باضطرابات في الجهاز الهضمي أكثر عرضة للإصابة. وبشكل عام قد تحدث إستثارة للأعراض بسبب العديد من المسببات مثل التعرض للتوتر، الإصابة بالمرض، بالإضافة إلى الحمل، والولادة، وإجراء الجراحة.
تختلف الأعراض بين شخص وآخر، فبعض الأشخاص لا تظهر عليهم أية أعراض، بينما تظهر أعراض الجهاز الهضمي بين وجود إسهال وألم في البطن يدل على تضرر بطانة الأمعاء إلى أن يصاب المريض بالضعف الشديد نتيجة عدم الاستفادة من العناصر المغذية.
تشمل هذه الأعراض:
إقرأ أيضًا: الهيئة العامة للغذاء والدواء تعتمد أول علاج جيني لفقر الدم المنجلي و “الثلاسيميا”
يتم الفحص من قبل الطبيب المعالج، ويتم إجراء فحص إكلينيكي شامل للجسم مع مناقشة الأعراض، وطلب إجراء فحوصات الدم.
يتم فحص الدم للبحث عن وجود أجسام مضادة بنسبة عالية والتي تدل على الإصابة بحساسية الجلوتين، ولهذا السبب قد يستمر المريض في تناول الجلوتين قبل إجراء الفحص؛ للحصول على نتائج دقيقة.
وفي حالة الاشتباه الإصابة بالمرض يتم خضوع المريض لإجراء تنظير علوي؛ ويتم فيه أخذ خزعة أو عينة من الأنسجة المبطنة للأمعاء، ويقوم الأطباء بعد ذلك بفحص النسيج تحت المجهر، ومن خلال هذا الفحص يتم التأكد من إصابة الشخص بالمرض.
يعتمد العلاج على تجنب الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين بشكل صارم، يجب على الأشخاص المصابين بحساسية الغلوتين تجنب جميع الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين.
ومن هذه الأطعمة القمح والشعير والشوفان، وقد يوجد أيضُا في منتجات أخرى مثل مستحضرات التجميل ومعجون الأسنان.
ولكي يتم ذلك لابد من فحص دقيق للمنتجات قبل تناولها أو استخدامها للتأكد من خلوها من الغلوتين. وبعد الالتزام بهذا النظام الصارم قد تتحسن الأعراض، ويظهر تحسنًا كبيرًا لدى الأشخاص المصابين باضطرابات الجهاز الهضمي بسبب حساسية الغلوتين.
وتشمل خطة العلاج تناول المريض للمكملات الغذائية كالفيتامينات والمعادن، مثل الحديد وفيتامين ب، وفيتامين د والكالسيوم، وهذا جزء مهم جدًا لتعويض النقص في هذه العناصر.
يجب استشارة أخصائي الجهاز الهضمي إذا ظهرت أي من الأعراض السابقة، فيمكن للطبيب أن يقرر ما إذا كان هذا الاضطراب عرضي وعشوائي أم أنه شىء يستحق الاهتمام، وأيضًا ما إذا كان بسبب مرض السيلياك.
ويرى الأطباء أنه في حال تم الاشتباه بالإصابة، فإنه من الضروري أن يخضع المريض للفحوصات الشاملة قبل تغيير النظام الغذائي للوصول إلى التشخيص الدقيق وبدء مرحلة العلاج المناسب.
التعليق