دراسة: ارتباط التهابات الأذن المزمنة بتأخر التطور اللغوي لدى الأطفال

دراسة: ارتباط التهابات الأذن المزمنة بتأخر التطور اللغوي لدى الأطفال

Share

تعد الإصابة بالتهابات الأذن من الإصابات الشائعة في الأطفال، وتكون أعراضها الشعور بالضغط، وبأنك تحت الماء عندما تحاول المضغ، وضعف السمع في الأذن المصابة.

 وفقًا لمستشفى أطفال بوسطن، تعتبر التهابات الأذن “السبب الأكثر شيوعًا في زيارة الأطفال لطبيبهم”، وأكثر من 80% من الأطفال في الولايات المتحدة سيتعرضون لالتهاب الأذن.

ومن الأعراض التي قد تصاحب التهاب الأذن الحمى. في معظم الأحيان، يمكن علاج الأعراض دون الحاجة إلى مضادات حيوية أو علاج. لكن يمكن أن تؤدي التهابات الأذن الشائعة إلى مشاكل في السمع مدى الحياة.

ما هي التهابات الأذن؟

التهابات الأذن الأكثر شيوعاً هي التهاب الأذن الوسطى، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز للطب. تتضمن الأذن هياكل معقدة تتصل بأجزاء أخرى من الوجه والرأس. على سبيل المثال، يربط القناة الأذنية الأذن الوسطى بتجويف الأنف والجيوب الأنفية. تساعد هذه القناة في تنظيم الشعور بالتوازن وتخفيف الضغط في الأذن الداخلية.

القناة الأذنية السليمة يمكن أن تفتح لتصريف البلغم والسوائل، ولكن يمكن أن تصبح هذه القنوات مسدودة. ومن الممكن أن تؤدي اضطرابات القناة الأذنية إلى الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى.

يمكن أن يُستهان بالتهاب الأذن على أنه مجرد ألم في الأذن، ولكن بحسب  دراسة نُشرت في عام 2023 في المجلة الدولية لأمراض الأذن والأنف والحنجرة تحذر من الضرر الطويل المدى الذي يمكن أن تسببه التهابات الأذن المزمنة.

درس الباحثون سوزان نيتروير وجوانا لوينشتاين 117 طفلاً لمقارنة سمع الأطفال واحترافية اللغة لديهم. كان هؤلاء الأطفال في الفترة العمرية من خمسة إلى عشر سنوات. أكمل الأطفال ثلاث مهام. أولاً، حددوا أي شخصية رسوم متحركة تبدو مختلفة عن الشخصيات الأخرى. قد تتحدث الشخصية  بصوت أعلى أو بمدى مختلف عن الشخصيات الأخرى. واجه الأطفال الذين يعانون من إصابة في السمع أو تأخر في معالجة اللغة صعوبة في التمييز بين هذه الاختلافات الصوتية. ثانياً، شارك الأطفال في تقييم للمفردات. ثالثاً، حاول الأطفال تطابق الكلمات بشكل صوتي.

أفادت النتائج إلى أن الأطفال الذين يعانون من التهاب الأذن المزمن عرضة بشكل أكبر لأن يكون لديهم مفردات أقل من الأطفال الذين لم يعانوا من التهابات الأذن المزمنة. كما واجه الأطفال الذين تم تشخيصهم بتهابات أذن متعددة صعوبة في تمييز الأصوات المختلفة مثل تغيرات الصوت.

لماذا قد يكون لالتهاب الأذن هذه الآثار الطويلة المدى على معالجة الصوت للأطفال وسمعهم؟ السنوات الثلاث الأولى من التطور أمر حيوي لتعلم اللغة لدى الطفل. في هذه السنوات الاولى، يلتقط الأطفال التفاصيل الصوتية المهمة التي تساعدهم في معالجة اللغة لاحقًا في الحياة.

يمكن أن تسبب التهابات الأذن تراكم السوائل والضغط في الأذن. مع مرور الوقت، يمكن أن يتسبب هذا الضغط المتكرر في إتلاف التشريح الحساس داخل أذن الشخص. إذا كان لدى الطفل التهابات أذن مزمنة، فقد يصعب عليه التقاط هذه التفاصيل اللغوية التي ستساعده في تطوير المهارات الصوتية اللازمة لتعلم الأبجدية ونطق الكلمات.

ومع النمو في سن ما قبل المراهقة، قد تبدأ التهابات الأذن في التراجع بشكل أقل ولكن أيضًا قد تحدث بشكل أكثر خطورة. ذات يوم، فقد يتسرب السائل من الاذن وقد يؤدي ذلك إلى انفجار طبلة الأذن مما قد يؤثر على السمع.

يأمل الخبراء مثل نيتروير ولوينشتاين في أن تساهم الأبحاث الإضافية في إلقاء المزيد من الضوء على العلاقة بين السمع وتطوير اللغة والتهابات الأذن. في الوقت نفسه، يؤكد كل من الأطباء الأطفال والآباء والأمهات على ضرورة وجود خيارات علاجية أكثر فعالية لالتهابات الأذن واختبارات السمع التي يمكن الوصول إليها بسهولة. 

في بيان صحفي في يناير، أوضحت نيتروير، أستاذة في علوم السمع واللغة في جامعة فلوريدا: “التهابات الأذن شائعة جدًا بحيث نميل إلى التجاهل باعتبارها ليس لها أي تأثير طويل المدى … يجب على الآباء أن يكونوا على علم بأن طفلهم قد يكون لديه بعض السوائل في الأذن الوسطى دون ألم ويعملوا مع طبيبهم على مراقبة طفلهم عن كثب”.

إقرأ أيضًا: 

دراسة تفيد بأن اللمس المتكرر يساعد في تحسين الصحة العقلية

 

التعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أرقام جرعة صحة

أحدث الإحصائيات
79
مقال طبي
50
دراسة
160
خبر
970000
مشاهدة

اتصل بنا

لا تتردد في التواصل معنا في اي وقت