سرطان الثدي: 8 علامات مبكرة للإصابة والأسباب والعلاج

سرطان الثدي: 8 علامات مبكرة للإصابة والأسباب والعلاج

Share

سرطان الثدي يعد من الحالات الشائعة بين النساء على مستوى العالم، من المحتمل أنك تعرف شخصًا قد تعرض لذلك المرض.

تقدر الإصابات بنحو 3.6 مليون سيدة مصابة بسرطان الثدي في الولايات المتحدة الأمريكية، طبقًا للإحصائيات عام 2018 [1]. وهذه النسبة في ازدياد، مما يجعل سرطان الثدي ثاني أكثر سرطان شيوعًا بعد سرطان الجلد.

ومع تطور طرق العلاج والتشخيص انخفضت نسبة الوفيات بشكل ملحوظ، ومع ذلك أودى هذا النوع من السرطان بحياة ما يقرب من  43,600 امرأة في عام 2021 طبقًا للإحصائيات.

ويظل التشخيص والعلاج المبكر هو الحل الأساسي والفعال للبقاء على قيد الحياة، لذلك من الضروري الكشف ومتابعة العلامات المبكرة لسرطان الثدي.

وفي هذا المقال سنعرض علامات المرض المبكرة، الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج المختلفة.

 

ما هي أعراض سرطان الثدي المبكرة والمتقدمة؟

ما هو سرطان الثدي؟

يحدث سرطان الثدي عندما تنمو خلايا الثدي بصورة غير طبيعية وخارج نطاق السيطرة. وهو الأكثر شيوعًا في قنوات ومسارات الحليب التي تخرج من فصوص الثدي والفصيصات، وهي الغدد التي يتم فيها إنتاج الحليب أثناء الرضاعة.

 تبدأ الخلايا الطبيعية السليمة التي تبطن القنوات في النمو خارج نطاق السيطرة حيث تنمو خارج القنوات، إلى أجزاء أخرى من أنسجة الثدي، وفي النهاية، يمكن أن تشكل ورمًا.

 يمكن أن يتشكل سرطان الثدي أيضًا في الفصيصات، لكن هذا النوع من السرطان لا يمثل سوى 5٪ إلى 15٪ من جميع سرطانات الثدي.

 في حين أن السرطان في الأنسجة الدهنية والليفية للثدي أكثر ندرة [2]. من الممكن أيضًا ظهور أنواع أخرى من السرطان في الثدي، مثل سرطان الغدد الليمفاوية أو الساركوما، ولكنها أيضًا غير شائعة. 

عندما يتم احتواء الخلايا السرطانية داخل القنوات، تُعرف الحالة باسم سرطان قنوي موضعي، أو المرحلة 0. قد يشار إليه باسم «ما قبل السرطان». في هذه المرحلة، لا يشكل المرض تهديدًا للبقاء على قيد الحياة، ولكن إذا تُرك دون علاج، يمكن أن يتطور إلى سرطان الثدي الغازي (Invasive Breast Cancer).

على الرغم من ندرتها، قد تكون هناك كتلة صغيرة يمكن الشعور بها، ولكن غالبًا ما يتم اكتشاف سرطان القنوات الموضعي عن طريق تصوير الثدي بالأشعة السينية، تليها أخذ خزعة بالإبرة للتحقق من الخلايا غير الطبيعية.

 في بعض الأحيان، يلزم إجراء خزعة جراحية للمتابعة بسبب النتائج غير الحاسمة للخزعة بالإبرة. ليس لدى الأطباء أي طريقة للتنبؤ بما إذا كان سرطان القنوات الموضعي سيستمر في التطور إلى ورم، للك يتم بدء العلاج بناءً على هذا التشخيص.

 

إقرأ أيضًا: بطانة الرحم المهاجرة تعرفي على الأعراض،الأسباب، 4 طرق للعلاج

 

عوامل الخطر للإصابة بسرطان الثدي

من الممكن أن للأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة للإصابة بالمرض من الاستفادة بالفحص المتكرر للثدي، وينصح بالتحدث مع الطبيب ومناقشة الخيارات الوقائية، وتشمل عوامل الخطورة:

  • طفرة في جين سرطان الثدي (BRACA): إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، فيمكن اختبار جين سرطان الثدي 1 ، 2 ؛ فإن وجود طفرة في تلك الجينات يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. 
  • زيادة كثافة الثدي: يعني هذا المصطلح زيادة النسيج الليفي والغدد الموجودة بالثدي أكثر من الأنسجة الدهنية. وهو أمر شائع فإن حوالي 40٪ من النساء لديهن ثدي كثيف بشكل متساوٍ في جميع الأنحاء. ولكنه قد يجعل من الصعب على أخصائي الأشعة اكتشاف سرطان الثدي في تصوير الثدي بالأشعة السينية [3].  هذا يعني أيضًا أنك قد تكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي. 

 

قد ترغب في التحدث إلى طبيبك حول أنواع أخرى من تصوير الثدي – الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) – للحصول على رؤية أفضل للسرطانات المحتملة.

على الرغم من عدم وجود دراسات مستقبلية كبيرة لدعم فحوصات الموجات فوق الصوتية التكميلية للثدي بالكامل أو التصوير بالرنين المغناطيسي في النساء ذوات المخاطر المتوسطة اللواتي لديهن أنسجة ثدي كثيفة في التصوير الشعاعي للثدي.

  • التاريخ العائلي: يزداد خطر الإصابة إذا كان أحد أفراد العائلة مصاب بسرطان الثدي أو المبيض مثل الأم، الأخت، أو الابنة، كذلك إذا كان أحد الذكور من أقارب الدرجة الأولى مصاب أيضًا بسرطان الثدي.

اعراض سرطان الثدي والعلامات المبكرة

من الممكن أن لا تظهر أعراض في البداية، وتختلف الأعراض من نوع إلى آخر. وتشمل تلك الأعراض:

  • الإحساس بكتلة في الثدي أو تحت الإبط، ولسوء الحظ فإن الشعور بتلك الكتلة يعني أن السرطان قد نمى لمدة تصل إلى 10 سنوات، وتعد هذه من أولى العلامات التي تظهر.
  • خروج إفرازات من حلمة الثدي: سواء كانت دموية أم لا، فإن خروج إفرازات غير طبيعية قد يدل على الإصابة بسرطان الثدي خاصة عندما تخرج من ثدي واحد.
  • احمرار الثدي والشعور بالحرارة: يتشابه تلك العرض مع حالات مرضية حميدة مثل التهابات الثدي، والذي يحدث أيضًا مع نوع من أنواع سرطان الثدي النادر وهو سرطان الثدي الالتهابي.
    انقلاب حلمة الثدي: تظهر الحلمة بصورة غير طبيعية حيث تنقلب الحلمة إلى الداخل، أو من الممكن ظهور احمرار أو تقشر مع الشعور بالحكة.
  • تجعد الجلد: يُعد الجلد المجعد على الثدي أحد العلامات المحتملة لبعض أنواع سرطان الثدي. في بعض الأحيان يتجعد الجلد الموجود فوق ورم الثدي السرطاني إلى الداخل في مكان واحد فقط مسببًا ظهور ما يشبه النقطة.
  • الشعور بألم مستمر: هناك العديد من الأسباب التي تسبب ألمًا في الثديين، وسرطان الثدي هو أحد الاحتمالات. ومع ذلك، فإن الألم ليس مؤشرًا مؤكدًا للسرطان، حيث يمكن أن تصبح الأورام كبيرة جدًا دون التسبب في عدم الراحة، في حين أن العديد من حالات الثدي الحميدة مؤلمة جدًا.
  • تورم الثدي وزيادة سماكة الجلد قد تكون أحد علامات الإصابة بسرطان الثدي.
  • التكلسات الدقيقة: لا يمكن رؤية هذه المجموعات من رواسب الكالسيوم في أنسجة الثدي إلا من خلال تصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموجرام). قد تشير أو لا تشير هذه التكلسات إلى وجود مشكلة، ولكن عندما تكون كل واحدة أصغر من 0.5 ملليمتر، وتتنوع في الشكل والحجم وتتجمع في أحد الأنماط المحددة في الثدي، فإنها تشير إلى احتمالية الإصابة بالسرطان ويلزم إجراء المزيد من الفحوصات.

أنواع سرطان الثدي

تختلف أنواع سرطان الثدي وفقًا لخلايا محددة داخل الثدي، بعضها يكون أكثر انتشارًا من الآخر، وتشمل تلك الأنواع:

  • السرطان القنوي الغازي: وهو أكثر الأنواع شيوعًا؛ حيث يمثل 80% من الحالات، ويمكن الشعور به ككتلة في الثدي، ويبدأ في القنوات ومن ثم ينتشر في أنسجة الثدي الأخرى.
  • السرطان الفصيصي الغازي: وهو نوع أقل شيوعًا حيث يمثل 10% من إجمالي الحالات، ويبدأ هذا السرطان في الغدد اللبنية، ويصيب النساء في سن متأخرة، ويتم الشعور به على هيئة تصلب أو زيادة سمك الثدي بدلاً من الإحساس بكتلة، ومن الممكن أن يسبب تغيرات في الجلد وحلمة الثدي.
  • سرطان الثدي الالتهابي: يكون هذا النوع أكثر شراسة من الأنواع الأخرى ويلزم بدء العلاج الفوري له، ولحسن الحظ فإنه أقل حدوثًا حيث تقدر نسبة الإصابة به من 1-5%، وغالبًا لا يسبب كتلة بالثدي ولكن يسبب احمرارًا، وتغير لون الثدي ، كما يسبب الشعور بالثقل وعدم الارتياح، ويكون الجلد أشبه بقشر البرتقال.

والشيء الأهم من نوع السرطان هو التركيب البيولوجي للسرطان، ومعرفة مدى انتشار الخلايا السرطانية للأنسجة المحيطة وأيضًا إلى أجزاء الجسم الأخرى.

ومن العوامل المهمة المحددة لنوع السرطان استجابته لهرموني الاستروجين والبروجيستيرون، وإنتاجه لأنواع محددة للبروتينات (HER2 protein)، وكونه سلبيًا لتلك العوامل الثلاثة فإن هذا يجعل خيارات العلاج محددة.

 

متى يجب رؤية الطبيب؟

إن ملاحظة أي تغيرات في شكل الثدي أو مظهره بصورة غير مفسرة يستدعي استشارة الطبيب. ويمكن استشارة طبيب الرعاية الأولية أو طبيب أمراض النساء عند ظهور أي من الأعراض السابق ذكرها.

تختلف التوصيات المتعلقة بإجراء الفحص عن طريق الأشعة السينية وموعد بدئها:

  • فطبقًا لبعض التوصيات فإن على النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40 و 49 عامًا ولديهم خطر إصابة متوسط أن يقررن إجراء الفحص بالأشعة السينية على الثدي كل عامين.

 

  • بينما تنصح الجمعية الأمريكية للسرطان النساء من عمر 40 إلى 44 عامًا أن يقررن بأنفسهم ما إذا كن سيبدأن الفحص السنوي عن طريق الأشعة السينية، أما النساء البالغات من العمر 45 – 50 عامًا فإنه يجب عليهن إجراء الفحص سنويًا.

 بينما هناك إجماع بالنسبة للنساء التي تجاوزن عمر 50 وحتى 75 عامًا، واللاتي لديهن خطر إصابة طبيعي على ضرورة إجراء الفحص بالأشعة السينية كل عام أو مرتين في العام.

أما بعد عمر 75 عامًا فإن التوصيات تختلف مرة أخرى، فالبنسبة للنساء اللاتي يتمتعن بصحة جيدة  مع متوسط عمر متوقع لا يقل عن 10 سنوات أو أكثر وخطر إصابة متوسط بسرطان الثدي يجب أن يستمروا في الفحص، في حين تنص الكلية الأمريكية للأطباء على أنه يجب التوقف عن ذلك.

يوصي الخبراء أيضًا بأن تتلقى الفئات التالية فحصًا إضافيًا بالرنين المغناطيسي سنويًا، جنبًا إلى جنب مع تصوير الثدي بالأشعة السينية:

  • النساء المعرضات لخطر كبير للإصابة.
  •  طفرة في جين سرطان الثدي (BRACA).
  • تاريخ إشعاع الصدر.
  • خطر محسوب مدى الحياة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة تزيد عن 20٪.

هناك استفادة للنساء المعرضات لخطر كبير أيضًا من الإحالة إلى عيادة الفحص عالية المخاطر. بالإضافة إلى ذلك، يتم تقديم فحص بالموجات فوق الصوتية للنساء ذوات الثدي الكثيف.

هل يسبب الفحص الذاتي للثدي ضررًا؟

في خمسينيات القرن الماضي، أوصت جمعية السرطان الأمريكية والمعهد الوطني للسرطان بقوة من خلال الحملات التعليمية إلى أنه يجب على النساء اتباع نظام روتيني لفحص ثديهن بدقة بحثًا عن علامات السرطان.

على الرغم من أنه قد يبدو غير منطقي، إلا أن الأبحاث اللاحقة أشارت إلى أن هذا البرنامج المنهجي للفحص الذاتي للثدي تسبب في ضرر أكثر مما ينفع من خلال الخزعات غير الضرورية والشعور بالخوف والقلق.

 بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنه لا توجد زيادة في معدلات النجاة من سرطان الثدي. حاليًا، لا توصي جمعية السرطان الأمريكية بالفحص الذاتي للثدي للنساء في أي عمر.

و من الجدير بالذكر أيضًا أن التوصيات الخاصة بإجراء فحص سريري للثدي – حيث يتم إجراء الفحص البدني من قبل أخصائي صحي – مختلطة؛ ومع ذلك، تذكر جمعية السرطان الأمريكية أنه لا يعد بديلاً مقبولاً لفحص الماموجرام.

وفي الختام فأنتِ أفضل شخص تعرفين وتشعرين بجسدك، وكيف يبدو شكل الثدي، فإذا حدث أي تغيير فيه فعليك الاتصال بطبيبك واستشارته.

 

المراجع

التعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أرقام جرعة صحة

أحدث الإحصائيات
79
مقال طبي
50
دراسة
160
خبر
970000
مشاهدة

اتصل بنا

لا تتردد في التواصل معنا في اي وقت