يصاب بالدوار واحد من كل خمسة أشخاص سنوياً، ولا يستطيع المصاب تأجيل زيارة الطبيب عند الشعور به [1]، وذلك لأن الشعور بالدوخة أو الدوار أمر مزعج جدًا.
وقد يكون السبب في هذا بعض مشاكل الأذن الداخلية أو داء مينيير أو السكتات الدماغية. ولا بد من علاج السبب الجذري حتى يتوقف الشعور بالدوار.
قد يختلط الأمر عند بعض الناس بين “الدوار” و”الدوخة”، لكن الصحيح أنهما ليسا بنفس المعنى، فالدوخة هي فقط إحساس بعدم الاتزان، لكن الدوار هو أعراض محددة لها علاج خاص، وهو ما يعنينا في هذا المقال.
فالدوار يحدث عندما يشعر شخص ما بأن الغرفة تدور أو يشعر كأنه على متن قارب، يتأرجح.
يحدث الاتزان بتناسق بين عدد من أجهزة الجسم:
– العين.
– الأذن الداخلية (الجهاز الدهليزي أو الجهاز الاتزاني).
– مستقبلات الحس أسفل القدم.
يحدث ذلك بشكل متناسق للحفاظ على توازن الجسم؛ حيث يقوم الدماغ بدمج وتنسيق المعلومات التي تصل من هذه الأعضاء للوصول إلى توازن عام بالجسم، سواء كنت متحركًا أو ثابتًا، أو تسير في خط مستقيم أو تدور حول شيء ما.
وأي خلل في هذه الأنظمة الدقيقة يحدث ما يسمى بالدُوار؛ فيشعر المصاب بأن الغرفة تدور، أو الأرض تتأرجح.
على الرغم من أن كثير من الناس يعتقد أن الدوار مرض، لكن الصواب أنه ليس مرضًا بحد ذاته. لكن يمكن أن كون عرضًٍ لمرض ما، أو قد لا يكون متعلقًا بمرض أصلًا. فقد يحدث بسبب:
– تعاطي بعض الأدوية المخدرة، أو شرب الكحوليات.
– الدوران (التقلب السريع) على السرير.
– النزول من الأفعوانية.
فمثل هذه الأشياء يمكن أن تُحدث نفس الشعور بالدوران.
لكن بالنسبة للأسباب الطبية فهناك نوعان:
ينشأ الدُوار الطرفي نتيجة لمشكلة في جهاز الاتزان في الأذن الداخلية. وأكثر هذه المشاكل شيوعًا والتي تؤثر على حوالي 20% من الأشخاص المصابين بالدوار هي “دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV)”.
يحدث هذا النوع عندما تتحرر بلورات كربونات الكالسيوم في الأذن الداخلية وتغير مكانها السليم، فيضطرب جهاز الاتزان؛ حيث تبدأ هذه البلورات في الطفو في سائل الأذن الداخلية.
يحدث ذلك عند الالتفاف، أو الدوران، أو التقلب في السرير، فتتحرك هذه البلورات، وعندها يعتقد الدماغ أنك تدور، ولكن في الواقع أنت ثابت في مكانك، فيؤدي هذا إلى الشعور بالدوار.
من أسباب الدوار الطرفي أيضًا:
وهو يحدث بسبب مشكلة في الدماغ، مثل:
إقرأ أيضًا: ما هو فقر الدم، الأعراض، الأسباب، وأبرز 3 طرق للعلاج
يمكن أن تكون مدة الشعور به من عدة ثوان إلى عدة أيام، اعتمادًا على السبب.
– دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV) هو دوار حاد جدًا لكن يستمر لبضع دقائق ويزول.
– يمكن أن يستمر الدُوار الناتج عن مرض مينيير لساعات.
– إذا كان السبب صداع الشقيقة (الصداع النصفي)، قد يظل الشعور بعدم الاستقرار لعدة أيام.
في بعض الأشخاص، يتحسن الأمر بدون علاج أو مع العلاج. وفي حالات أخرى، يعود مرارًا وتكرارًا على مدى فترة من الشهور أو السنوات. وقد أن يكون داء مينيير ضمن أسباب الدوار على المدى الطويل.
الدوار في حد ذاته هو أحد الأعراض، ولكن قد يصاحبه بعض الأعراض الأخرى، بما في ذلك:
أيضًا قد يصاحبه صداع وجفاف الفم والتثاؤب وغشاوة الرؤية.
هناك بعض الاختبارات التي يقوم بها طبيب الأذن والأنف والحنجرة، أو طبيب الأعصاب، لتحديد سبب دوار الرأس. ولكل سبب علاجاته الخاصة.
– أولًا: تحريك الرأس إلى الجهة التي تسبب الدوار.
– ثانيًا: الاستلقاء بسرعة.
– ثالثًا: تحريك الرأس ببطء إلى الجهة المعاكسة وتدوير الجسم لمقابلته.
الفكرة هي نقل البلورات من الجزء الضيق في قناة الأذن -حيث ترسبت- إلى منطقة أوسع.
على الرغم من أنه قد يتطلب تكرار هذا التمرين مرتين أو ثلاث مرات، إلا أنه يحل المشكلة بنسبة كبيرة تصل إلى 99.9٪ من الحالات.
– فالكافيين، الذي يتواجد في القهوة والشوكولاتة، يتسبب في ضيق الأوعية الدموية وبالتالي يقلل من تدفق الدم إلى الأذن الداخلية، وهو أيضًا منبه فيزيد من حدة الأعراض.
– والجبن غني بالصوديوم، الذي يؤدي إلى احتباس المزيد من السوائل في الجسم، ونظرًا لأن زيادة ضغط السوائل في الأذن الداخلية هو السبب في داء مينيير (كما يعتقد الكثير من الأطباء) فإن أي طعام يؤدي إلى احتباس السوائل، مثل الجبن، يجعل الأعراض أسوأ.
إذا لم يكن التغيير في النظام الغذائي كافيًا لوقف الدُوار، ففي هذي الحالة يستخدم الأطباء بعض الأدوية المدرة للبول للمساعدة في التخلص من السوائل الزائدة في الجسم.
عند فشل تغيير النظام الغذائي والعلاج الدوائي عن وقف الدوار، فقد يضطر المصاب بمرض مينيير لإجراء جراحي لاستئصال قوقعة الأذن. ولكن لن يستطيع السمع بهذه الأذن بعد العملية.
يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بتدريب المصاب لإعادة تأهيل الدماغ، حيث يعرف ببرنامج إعادة تأهيل الجهاز الدهليزي، حيث يساعد المرضى الذين يعانون من التهاب عصب الدهليز أو التهاب الجهاز الدهليزي على تعويض الضعف في نظام التوازن.
تشمل تدريبات الجهاز الدهليزي تمارين مثل:
يعد تنس الطاولة تمرين تأهيل رائع لمرضى الدوار، لأنه يعتمد بشكل كبير على التنسيق بين اليد والعين وتنسيق الجسم ولذا فهو تحدٍ كبير للدماغ للوصول إلى مستوى اتزان عالي.
– عند حدوث أي نوبة (لأول مرة) فإنه من المهم الاتصال بالطبيب، خاصة إذا كان الدُوار شديدًا، ولا يتوقف.
– إذا كنت تعاني من أعراض مثل فقدان السمع، أو الصداع أثناء الدوار.
– ارتفاع ضغط الدم.
– أمراض القلب
– الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب.
والسبب هنا هو أن الدوار في بعض الأحيان علامة على السكتة الدماغية، وهي تهديد للحياة.
– الارتباك والتوتر.
– صعوبة الكلام بوضوح.
– حدوث ضعف في الوجه، أو الذراع، أو الرجل.
– التقيؤ المتكرر.
– صداع شديد أو ألم في الرقبة.
– فقدان الرؤية أو إذا أصبحت الرؤية مزدوجة.
– سقوط الجفن.
– ظهور رعشة في الذراعين أو الساق.
المراجع
التعليق