نشرت دراسة حديثة في مجلة جاما  تكشف عن اتجاه جديد في مجال التدخلات لفقدان الوزن. ظهرت عملية تكميم المعدة بالمنظار، المعروفة بـ ESG، كخيار أكثر فعالية من حيث التكلفة لفقدان أكبر للوزن مقارنة باستخدام سيماجلوتيد، المكون الفعّال في الأدوية الشهيرة لفقدان الوزن مثل أوزمبيك وويجوفي. أظهرت الدراسة أيضًا أن عملية تكميم (قص) المعدة بالمنظار كانت أكثر فعالية في مساعدة المرضى على فقدان وزن أكبر من الأدوية على مدار خمس سنوات.

إن عملية تكميم المعدة بالمنظار هي إجراء غير جراحي يُجرى بشكل طفيف لفقدان الوزن ، يقلل من حجم وسعة المعدة بنسبة 70%، مما يخلق شكلًا مشابهًا للأكمام. يستغرق الإجراء بالتنظير أقل من 60 دقيقة، ويفقد المرضى متوسط 18% من وزنهم.

بالتعاون مع زملاء موثوقين من كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد، بدأ الفريق في دراسة شاملة بهدف تقييم فعالية تكلفة تكميم المعدة بالمنظار مقارنة بفاعلية الأدوية. كانت لديهم خبرة عميقة في الإجراءات الجراحية الطفيفة لفقدان الوزن، وقبل أكثر من عقد من الزمان، قاموا بإجراء تكميم المعدة بالمنظار باحترافية، والذي يتم تنفيذه الآن على نطاق واسع. كان الهدف المشترك هو إجراء بحث عالي الجودة، مستند إلى الحيادية والدقة العلمية، للتأكد مما إذا كان تكميم المعدة بالمنظار حلاً فعّالاً من حيث التكلفة مقارنة بالتدخلات الدوائية، باستغلال أقوى الأدلة المتاحة.

وكانت نتائج الدراسة كالتالي:

• المرضى الذين اتبعوا نظاماً علاجياً بسيماجلوتيد على مدى خمس سنوات تكبدوا تكلفة إضافية قدرها 33,583 دولار مقارنة بالاستراتيجية التي تعتمد على تكميم المعدة.
• كان إجراء تكميم المعدة خيارًا أكثر فعالية من حيث التكلفة مقارنة بسيماجلوتيد في غضون عامين فقط، واحتفظت بميزتها على مدى الخمس سنوات المتبقية.
•  لتحقيق التكافؤ مع عملية التكميم من حيث الفعالية، يجب تخفيض سعر سيماجلوتيد السنوي بأكثر من ثلاث مرات، من 13,618 دولار إلى 3,591 دولار.
• أدت الاستراتيجية التي تعتمد على التكميم إلى فقدان وزن أكبر، حيث حقق المرضى مؤشر كتلة الجسم أقل على مدى خمس سنوات مقارنة بالأدوية.
•  تقريباً، يتوقف حوالي 20% من الأفراد الذين يستخدمون سيماجلوتيد عن استخدامه بسبب عدم تحمل الدواء أو عوامل أخرى، مما قد يؤدي إلى استعادة الوزن.

تكميم المعدة بالمنظار يفوز على سيماجلوتيد في التكلفة وفقدان الوزن

تؤثر مشكلة السمنة على 42% من الأمريكيين، ومع ذلك، يلجأ فقط 4% فقط إلى العلاج الطبي. من الضروري أن ندرك أن السمنة ليست مجرد حالة بل مرض، وهو إدراك لا يزال المجتمع يتعثر في الاعتراف به.

السمنة ليست حقاً مجرد رقم على الميزان. وزن جسمنا مجرد عرض للحالة الكامنة. تتجلى السمنة على شكل أنسجة دهنية ملتهبة. الأشخاص الذين يعانون من السمنة لديهم الخلايا البلعمية المنشطة والتي تعيش في أنسجة الدهون وتفرز السيتوكاينز السامة والتي تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتسبب العديد من الأمراض الأخرى، من أمراض القلب إلى السكري وما يتبعه من مضاعفات.

الرهانات مرتفعة أيضًا بالنسبة لهؤلاء المرضى مالياً.تشير تقارير المعهد الوطني للصحة إلى أن التكلفة الطبية الإجمالية الناتجة عن السمنة بين البالغين في الولايات المتحدة بلغت 260.6 مليار دولار في عام 2016. من الأمور الحاسمة أن نعترف بأن السمنة لا يجب أن تؤدي إلى التفرقة؛ فهي تؤثر على الأفراد في جميع الطبقات الاجتماعية، مما يطرح تحديات فريدة للحفاظ على الصحة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يواجهون قيوداً مالية.

على الرغم من أن هذه الدراسة أظهرت أن إجراء تكميم المعدة بالمنظار يوفر حلاً فعالاً من حيث التكلفة، إلا أن الإجراء له قيود تعيق اعتماده على نطاق أوسع وتقييد الوصول إليه. هناك منحنى تعلم طويل، وقليل من مقدمي الخدمات يمتلكون حاليًا التدريب اللازم لإجراء التكميم بأمان وتحقيق النتائج المثلى.

علاوة على ذلك، قد يؤدي التغطية الواسعة من قبل التأمين إلى إرباك من مقدمي الخدمات غير المؤهلين الحديثين الذين يقومون بالإجراء، مما يؤدي إلى نتائج غير مقصودة. ينبغي حل هذه المشاكل على مدى السنوات القليلة المقبلة، ومع ذلك، في الوقت الحالي، يجب على المرضى أن يبحثوا بعناية عن مستوى خبرة من قبل مقدمي الخدمات والنتائج السريرية.

لا يمكن إعطاء أهمية كافية لتحديد الحلول التي لا توفر فقط فقدان وزن كبير، بل توفر أيضًا قابلية اقتصادية طويلة الأمد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم تحسين الوصول إلى الرعاية الكاملة، بما في ذلك الإجراءات غير الجراحية ذات التكلفة المنخفضة، في معالجة التفاوتات المتزايدة في التعامل مع السمنة وقد تكون جزءًا حاسمًا من حل تلك مشكلة.