تشير بيانات من دراسة كبيرة إلى أن ما يبدو أنه خرف لدى المحاربين القدامى في الجيش الأمريكي قد يكون بدلاً من ذلك تدهورًا إدراكيًا قابلاً للعلاج مرتبطًا بأمراض الكبد المتقدمة.

ويقول مؤلفو الدراسة، التي نشرت يوم الأربعاء في JAMA Network Open، إن الأطباء الذين يعالجون المحاربين القدامى المصابين بالخرف يجب أن يفكروا في تقييم مرضاهم من ناحية أمراض الكبد.

وخلصت مراجعة السجلات الطبية لـ 177422 من قدامى المحاربين الأمريكيين المصابين بالخرف إلى أن ما يقرب من 30% منهم مصابون بأحد أشكال أمراض الكبد، بناءً على المؤشرات المتاحة من اختبارات الدم التي يتم إجراؤها بشكل روتيني.

وبناءً على تلك الاختبارات، كان من المحتمل جدًا أن يكون 10.3% من المحاربين القدامى المصابين بالخرف مصابين بتليف الكبد بدرجة كافية للتسبب في ما يسمى بالاعتلال الدماغي الكبدي (الغيبوبة الكبدية)

وجدت دراسة متابعة في مركز ريتشموند فيرجينيا الطبي في فرجينيا نتائج مماثلة، حيث حصل ما يصل إلى 11.2% من مرضى الخرف على درجة عالية من التليف 4 (FIB-4)، وهو مقياس لمرض و تليف الكبد المتقدم.

في حين قدر الباحثون احتمالية إصابة مرضى الخرف بأمراض الكبد الشديدة بما يكفي للتسبب في خلل إدراكي، إلا أنهم لم يتتبعوا هؤلاء المرضى لتأكيد هذا التشخيص أو محاولة علاجه.

ومع ذلك، “إن استخدام مؤشر FIB-4 (مؤشر يستخدم لأمراض الكبد) بشكل روتيني لتقييم الخرف يمكن أن يساعد عددًا كبيرًا من المرضى والعائلات والأطباء من خلال توفير فرصة لعلاج وربما عكس الضعف الإدراكي الناجم عن أمراض الكبد”، كما قال قائد الدراسة الدكتور جاسموهان باجاج من فرجينيا في بيان.

وقال باجاج: “الخطوة التالية هي التأكد من أن مقدمي الرعاية الصحية الذين يعتنون بالمرضى الذين يعانون من تليف الكبد وكذلك أولئك الذين يعانون من الخرف على علم بالتداخل المحتمل مع اعتلال الدماغ الكبدي، وهو أمر قابل للعلاج”.