مرض الزهايمر: تعرف على الأعراض والعلاج و5 طرق للوقاية

مرض الزهايمر: تعرف على الأعراض والعلاج و5 طرق للوقاية

Share

يعد مرض الزهايمر من أشهر الأمراض التي تسبب الخرف في كبار السن. وتشير الإحصائيات إلى زيادة ارتفاع الإصابة بالمرض فقد بلغ عدد المصابين بالمرض حوالي 6.7 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية بحلول عام 2023.

ومرض الزهايمر لا يؤثر فقط على حياة الشخص المصاب وأداء وظائفه اليومية، بل ويؤثر أيضًا على الأشخاص المحيطين به ومقدمي الرعاية الصحية لكبار السن.  

بالرغم من أن المرض لا يوجد علاج نهائي له، إلا أن الأدوية تقلل من تطور المرض بشكل كبير، جنبًا إلى نمط الحياة الصحي الذي من الممكن أن يمنع تقدم المرض.

وفيما يلي سنتعرف على الأعراض والأسباب، وطرق العلاج المختلفة.

 

مرض الزهايمر

ما هو مرض الزهايمر؟

يعد مرض الزهايمر من الأمراض الشائعة التي تصيب كبار السن مسببة الخرف؛ والذي يعرف بأنه تدهور تدريجي لوظائف الدماغ، ويصيب مناطق في الدماغ مرتبطة بالذاكرة والتفكير واللغة، وأداء المهام السلوكية والاجتماعية.

يكون الشخص المصاب بداء الزهايمر أكثر عرضة لفقدان الذاكرة، وتغيرات سلوكية، كأن يصاب المريض بحالة من الحيرة والتعجب، والإصابة بالهذيان والأوهام.

تتفاوت شدة المرض فقد يتراوح من فقدان بسيط للذاكرة إلى الإصابة بتدهور للوظائف العقلية التي تؤثر على المريض وقدرته على القيام بالمهام اليومية الأساسية.

ويمكننا أن نفرق بين مفهوم الخرف وداء الزهايمر؛ فالأخير هو نوع  محدد من أنواع الخرف. أما الخرف فهو حالة أشمل ويتضمن مجموعة من الأعراض التي تصيب الدماغ، وتؤثر على وظائف التفكير والذاكرة.

وتختلف أنواع الخرف التي تسبب فقدان الذاكرة، والقدرة على التفكير المنطقي، ومن أهم الأنواع:

  • مرض الزهايمر: والذي ينتج عن ترسب جزيئات البروتينات في نسيج الدماغ؛ مسببة خللاً في وظائفه.
  • خرف أجسام ليوي: يحدث هذا النوع من الخرف نتيجة ترسب بروتينات تعرف بأجسام ليوي والتي تغير من كيمياء الدماغ مسببة تغيرات في المزاج، والتصرفات وصعوبات في الحركة تشبه اضطرابات الحركة الناتجة عن مرض الشلل الرعاش (داء باركينسون).
  • الخرف الوعائي: ينتج هذا النوع عن نقص الأكسجين أو الدم في الأوعية الدموية المغذية للدماغ، مما يسبب حدوث جلطات، ينتج عنها هذا النوع من الخرف.
  • الخرف الجبهي الصدغي: يصيب هذا النوع الأشخاص تحت سن 60، وهو أقل حدوثًا، ولا تتأثر الذاكرة في هذا النوع، ولكن تتأثر كلا من اللغة والسلوك.
  • الخرف المختلط: ويمثل ظهور أعراض من نوعين على الأقل من أنواع الخرف السابق ذكرها.

اسباب الزهايمر 

يحتوي الدماغ على مليارات الخلايا العصبية؛ وهي خلايا متخصصة تعمل عن طريق نقل الإشارات الكهربائية والكيميائية لنقل المعلومات من المخ إلى الجسم.

يسبب الزهايمر قطع لهذا الاتصال بين الخلايا العصبية؛ يؤدي إلى فقدان الوظائف الدماغية وموت الخلايا العصبية.

ويعتقد العلماء أن مرض الزهايمر ناتج عن عدة عوامل، منها العوامل الوراثية، كذلك العوامل المرتبطة بنمط الحياة. ولا يمكن الجزم بمعرفة سبب محدد لمرض الزهايمر، ولكن من المؤكد هو معرفة الضرر الذي يسببه لخلايا الدماغ.

ويسبب الزهايمر أنواعًا مختلفة من الضرر على خلايا الدماغ منها:

  • تراكم نواتج تكسير بروتين يدعى بالأميلويد، هذا التراكم يسبب خللاً في التواصل بين الخلايا العصبية.
  • تغيرات في بروتين يسمى بروتين تاو، وهو بروتين يوجد في التركيبة الداخلية للخلايا العصبية، ويحافظ على تنسيق الهيكل الداخلي للخلايا، ويقوم بتوزيع المواد الغذائية للخلايا العصبية، عند حدوث التفاف وإلتواء في هذا البروتين ينتج عنه قطع التواصل بين الخلايا وفقدان وظائفها، كما يتراكم بشكل كبير في المناطق المرتبطة بالذاكرة.

لذا يؤدي تقدم المرض إلى تلف للقشرة الدماغية، مسببًا اضطرابات في اللغة، والذاكرة، والمهارات السلوكية، والقدرة على التفكير.

 

عوامل الخطورة للإصابة بالزهايمر 

هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض:

  • العمر: يزداد خطر الإصابة بالمرض مع تقدم العمر؛ فالأشخاص البالغون من العمر 60 عامًا فأكثر هم الأكثر عرضةً للإصابة بالمرض. 
  • العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا، فحدوث الطفرات الجينية قد يكون عاملاً للإصابة بالمرض، كما تزداد نسبة الإصابة إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بالمرض.
  • النساء أكثر عرضة بمرتين من الرجال.
  • التعرض للإصابات في الرأس.
  • انخفاض المستوى التعليمي لدى الأشخاص قد يكون أحد العوامل؛ فكلما زاد المستوى التعليمي زادت الوصلات بين خلايا الدماغ مما يشكل مخزونًا لهذه الوصلات مع التقدم في العمر.
  • بعض الأمراض الأخرى كارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليستيرول، والسمنة، والإصابة بداء السكري، وأمراض الأوعية الدموية كلها عوامل قد تسبب زيادة احتمالية الإصابة بالزهايمر.
  • العادات الصحية الخاطئة مثل العادات السيئة للنوم كالاستمرار في النوم لفترات طويلة أو صعوبات في النوم، كذلك شرب الكحوليات، التدخين، قلة ممارسة الرياضة كل هذه العوامل تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

 

اول اعراض الزهايمر

تتمثل الأعراض في البداية بفقدان بسيط في الذاكرة، يتطور تدريجيًا فيما بعد إلى قلة القدرة على التواصل، والاكتفاء بالذات ينتج عن ذلك تغيرات في السلوك والعادات في صورة:

  • فقدان متابعة الأحداث المحيطة، والمحادثات.
  • نسيان الأسماء والأماكن.
  • وضع الأشياء في غير موضعها أو في أماكن غريبة.
  • طرح الأسئلة بصورة متكررة.
  • صعوبة في اتخاذ القرارات.
  • قلة الاهتمام وعدم تجربة الأشياء الجديدة.

 

مراحل تطور الزهايمر 

يتطور مرض الزهايمر بصورة تدريجية مع مرور الوقت. وهناك سبع مراحل للمرض:

  • المرحلة الأولى: قد يبدو الشخص في هذه المرحلة طبيعيًا، ولكن في هذه المرحلة تبدأ التغيرات داخل الدماغ.
  •  المرحلة الثانية: يبدأ المريض في هذه المرحلة بالنسيان بصورة أشبه بالنسيان الطبيعي.
  •  المرحلة الثالثة: يتطور المرض في هذه المرحلة؛ فينتج ضعف معتدل في الإدراك، يواجه المريض صعوبات في تنظيم الأفكار، وصياغة العبارات بشكل صحيح.
  •  المرحلة الرابعة: يتطور المرض بشكل كبير في هذه المرحلة ويظهر الخرف بصورة تجعل الشخص يفقد الذاكرة قصيرة المدى.
  •  المرحلة الخامسة: يتراجع الإدراك ، ويصاب المريض بحالة من الارتباك ونسيان التفاصيل الشخصية.
  • المرحلة السادسة: تزداد شدة الخرف، وتزداد تبعات المرض مما يجعل المريض بحاجة إلى رعاية وإشراف مستمر.
  • المرحلة السابعة: يكون المريض في هذه المرحلة على وشك فقدان الوظائف المعرفية وكذلك الجسدية، فيفقد المريض القدرة على التواصل والمشي.

 

مرض الزهايمر المبكر

يحدث مرض الزهايمر المبكر بصورة أقل، فهو من أمراض الزهايمر النادرة والذي ينتج عادة نتيجة التعديلات الجينية، ويصيب الأشخاص البالغ أعمارهم بين الثلاثينيات ومنتصف السبعينيات.

تشخيص مرض الزهايمر

 يعد التشخيص المبكر للمرض ذو أهمية بالغة؛ لأن التشخيص المبكر وبدء العلاجات يعمل على إبطاء تطور المرض، ويقوم الأطباء بتشخيص معظم الحالت بصورة دقيقة اعتمادًا على ما يلي:

  • التاريخ المرضي، والفحص الإكلينيكي للمريض.
  • الفحوصات المخبرية كفحوصات الدم والبول.
  • اختبارات القدرة المعرفية.
  • اختبارات مسح الدماغ مثل الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي للدماغ.
  • التقييمات والاختبارات العصبية لتقييم القدرة المعرفية، والحسية، والكلام، ووظائف العضلات.

علاج الزهايمر 

تعمل الأدوية على الحد من تطور المرض ومن أمثلة هذه الأدوية:

  • مثبطات الكولين استريز تعمل على زيادة التواصل بين الخلايا العصبية؛ فهي تعمل على الحفاظ على النواقل الكيميائية المستنفزة في مرض الزهايمر. ومن أمثلة هذا الدواء الغالانتامين، دونيبيزيل، والريفاستغمين.
  • الميمانتين: يبطىء هذا الدواء الأعراض الناجمة عن الخرف الشديد إلى المتوسط.
  • النامزاريك: وهو دواء يجمع بين الميمانتين والدونيبيزيل.
  • الأدوكانوماب: ينتمي هذا الدواء لمجموعة الأدوية المغيرة لنمط المرض، فهو يعمل على إزالة تراكمات بروتين الأميلويد من الدماغ؛ مما يحسن وظائف الخلايا العصبية.

العلاج العاطفي والسلوكي

قد يختار مقدمي الرعاية الصحية إعطاء بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي تعمل على تحسين المزاج، وتقليل القلق والتوتر، كما تعمل على تقليل حدوث الأوهام والهلوسة لدى مريض الزهايمر.

وجدير بالذكر أن هذه الأدوية قد تسبب بعض الأعراض الجانبية ومنها السقوط عند المرضى المصابين بالخرف.

اقرأ أيضًا:

العلماء يكتشفون الاسباب وراء الارهاق العضلي المزمن لمرضى كوفيد طويل الأمد

طرق الوقاية المختلفة 

هناك العديد من العوامل التي قد تعمل على الوقاية من المرض، كتغيير نمط الحياة؛ فالمحافظة على نمط حياة صحي قد يحمي من الإصابة من العديد من الأمراض وبالتالي الوقاية أيضًا من مرض الزهايمر.

ومن هذه العادات الصحية :

  • المحافظة على اللياقة البدنية، كالمشي وممارسة التمارين الخفيفة؛ تعمل على حماية القلب، واعتدال ضغط الدم، وتقليل مستويات الكوليستيرول في الدم.
  • المحافظة على النوم بصورة صحية، لضمان كفاية الجسم من الراحة.
  • الإقلاع عن التدخين، وشرب الكحول.
  • الاهتمام بالتغذية السليمة، وشرب السوائل.
  • النشاط الاجتماعي، والتواصل مع الآخرين.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يقول دكتور شيري أنه يجب عليك استشارة الطبيب إذا أصبت أو أصيب أحد المقربين لديك بفقدان للذاكرة، أو عانيت من أي مشاكل مرتبطة بالإدراك، وسببت هذه المشكلات تأثيرات على أداء المهام اليومية.

كما أضاف أن فقدان الذاكرة الطفيف قد يكون عرضًا طبيعيًا بالنسبة لتقدم العمر، أما فقدان الذاكرة المستمر، والصعوبة في إتمام المهام الحياتية البسيطة والمعتادة، والتغيرات في المزاج والسلوك العام قد تكون أولى علامات الإصابة بمرض الزهايمر أو الخرف.

المراجع

 

التعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أرقام جرعة صحة

أحدث الإحصائيات
79
مقال طبي
50
دراسة
160
خبر
970000
مشاهدة

اتصل بنا

لا تتردد في التواصل معنا في اي وقت