فيتامين ب12 (B12) هو ضمن مجموعة الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، وهو موجود بكثرة في المنتجات الحيوانية.
يرجع سبب نقص فيتامين ب-12 غالبًا إلى عدم الحصول على قدر كاف من النظام الغذائي المتكامل، وقد يكون بسبب خلل في امتصاص الجسم لفيتامين ب12.
تعتبر بعض الفئات من الناس أكثر عرضة لحدوث نقص هذا فيتامين، مثل الأشخاص الذين يتبعون نظامًا نباتيًا والأشخاص الذين أجروا عمليات جراحية في المعدة (مثل عمليات التكميم).
وبحسب التقارير فإن نسبة الإصابة بنقص فيتامين B12 تقدر بحوالي 6% من إجمالي سكان الولايات المتحدة الأمريكية في البالغين من العمر أقل من 60 عامًا [1].
نقص فيتامين ب12 يشمل بعض الأعراض مثل الشعور بالوخز أو الخدر والتنميل في الطرفين، وحدوث مشاكل في الذاكرة، والإصابة بقرح بالفم.
فيتامين ب12 هو فيتامين قابل للذوبان في الماء يوجد في المنتجات الحيوانية مثل اللحوم الحمراء، والبيض، ومنتجات الألبان. يُعرف أيضًا باسم الكوبالامين (Cobalamin).
ترجع أهمية فيتامين ب12 إلى أنه ضروري جدًا للعديد من الوظائف الجسدية، ويساعد في إنشاء الحمض النووي والمواد الوراثية للخلايا.
يحتاج الجسم إلى بروتين خاص يتم إنتاجه في المعدة، يعمل على امتصاص فيتامين ب12 بشكل صحيح. وبمجرد امتصاصه، يُستخدم فيتامين ب12 لإنتاج:
– إنزيمات لإنشاء الحمض النووي.
– خلايا الدم الحمراء.
– الأحماض الدهنية.
– الميلين (الذي يشكل الغلاف الخارجي حول الأعصاب).
تفيد الأبحاث إلى أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لنقص فيتامين ب12.
هذا النوع من الأنيميا (فقر الدم) يعد حالة من أمراض المناعة الذاتية، وهو مرض وراثي، حيث يقوم الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة تقوم بتدمير العامل الداخلي في الغشاء المخاطي الموجود في المعدة، ونظرًا لأن العامل الداخلي ضروري لامتصاص فيتامين ب12، فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين ب12 في الدم.
– قد يعاني الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال جزء من المعدة من نقص فيتامين ب12؛ وذلك بسبب إزالة الجزء الذي يقوم بإنتاج العامل الداخلي الضروري لامتصاص فيتامين ب12.
– أيضًأ الحالات المرتبطة بمشاكل الأمعاء الدقيقة المزمنة مثل مرض كرون (Crohn) أو مرض السيلياك (celiac) يكون معها نقص فيتامين ب12 بشكل مستمر.
لا يعد سوء التغذية لفترة قصيرة سببًا في حدوث نقص حاد بفيتامين ب12؛ حيث إن خلايا الكبد تخزن كميات زائدة من فيتامين ب-12. فالأمر يحتاج لفترة تصل إلى ثلاث سنوات، فقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين اتبعوا حمية نباتية صارمة (أي نظام غذائي لا تحتوي على أي طعام من أصل حيواني) دون تناول مكملات فيتامين ب12 لم يحدث نقص لديهم إلا بعد حوالي ثلاث سنوات من بداية الحمية. وذلك نتيجة لنقص فيتامين ب-12 في النظام الغذائي النباتي.
بعض فئات الناس أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين ب12. حيث تشمل هذه الفئات:
– الأشخاص النباتيين (نظرًا لأن فيتامين ب-12 يوجد في المنتجات الحيوانية فقط).
– مَن يعانون مِن التهاب الأمعاء.
– الأشخاص الذين يعانون من مرض سيلياك.
– كبار السن فوق الخمسين عامًا (نتيجة لانخفاض حموضة المعدة، التي تلعب دورًا هامًا في عملية الامتصاص).
– الأشخاص الذين أجروا جراحة في المعدة (تكميم المعدة – استئصال جزء من المعدة).
– الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لفقر الدم الخبيث الوبيل.
يؤدي نقص فيتامين ب-12 إلى ظهور مجموعة من العلامات والأعراض التي تؤثر على الجوانب العصبية والجسدية والنفسية للفرد.
نقص فيتامين ب -12 يحدث ببطء، لأن أجسامنا تمتص وتعيد تدوير فيتامين ب- 12 في الأمعاء الدقيقة ثم تخزنه في الكبد، لكن يحدث نتيجة لاستهلاك غير كاف أو مشاكل في الهضم تمنع أو تقلل من امتصاصه بشكل صحيح.
هناك عدة فحوصات تساعد في تشخيص نقص فيتامين ب- 12، وتشمل ما يلي:
– تحليل فيتامين ب-12 لقياس كمية الفيتامين في الدم.
– فحص الدم الكامل لفحص خلايا الدم الحمراء، للتحقق من وجود أنيميا وتحديد نوعها.
– تحليل وجود الأجسام المضادة للعامل الداخلي، والذي يمكن أن يشير إلى مهاجمة جهاز المناعة لبروتين العامل الداخلي الذي نحتاجه لكي يحدث امتصاص فيتامين ب- 12.
– اختبار شيلينغ، يستخدم للتحقق من وجود أنيميا فقر الدم الوبيل، حيث يستخدم الأطباء شكل إشعاعي من الفيتامين. يتم استخدام هذا الاختبار في تحديد مشاكل الامتصاص.
– اختبار حمض الميثيل مالونيك (MMA)، حيث تشير المستويات العالية من حمض الميثيل مالونيك في الدم إلى وجود نقص فيتامين ب- 12.
يُعالج نقص فيتامين ب-12 بالمكملات الغذائية التي تحتوي على كمية كافية من فيتامين ب12 لاستعادة مستويات الفيتامين في الجسم، كما أن الخطة المتبعة للعلاج تختلف حسب خطورة النقص والسبب الأساسي للنقص.
يمكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات كثيرة منها:
ختامًا يعتبر نقص فيتامين ب12 شائع، كما أن معدلاته ترتفع بشكل كبير في الأشخاص الذين تجاوزوا سن الستين.
يمكن أن يسببه عدة عوامل، منها فقر الدم الوبيل، وحالات سوء الامتصاص، وعدم تناول الطعام المناسب الذي يحتوي على قدر كاف من الفيتامين.
إذا لم يتم علاج نقص فيتامين ب12، فقد يسبب مشاكل صحية مختلفة. فإذا كنت تشك في أنك تعاني من نقص فيتامين ب-12، فمن المهم رؤية الطبيب لتجنب مضاعفات هذا المرض.
المراجع
التعليق