(رويترز) وجدت هيئة محلفين يوم الجمعة أن التركيبة المتخصصة لشركة أبوت لابوراتوريز للأطفال الخدّج تسببت في إصابة طفلة من إلينوي بمرض خطير في الأمعاء، وأمرت الشركة بدفع 495 مليون دولار كتعويضات.

صدر الحكم في محكمة ولاية ميسوري في سانت لويس، في أول محاكمة ضد الشركة من بين مئات الدعاوى المماثلة المتعلقة بالتركيبة التي تنظرها المحاكم في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لما شاهدته رويترز عبر شبكة كورتروم فيو نيتورك.

رفعت المقيمة في إلينوي، مارغو غيل، القضية ضد شركة أبوت، مدعية أن الشركة فشلت في تحذير أن تركيبتها يمكن أن تسبب مرضًا قاتلاً يُدعى التهاب الأمعاء الناخر عند الأطفال الخدّج. منحت هيئة المحلفين لها 95 مليون دولار كتعويضات و400 مليون دولار كتعويضات عقابية.

لم يكن حكم هيئة المحلفين بالإجماع، حيث وافق عليه 9 من أصل 12 محلفًا في القضية. يتطلب إصدار حكم في قضية مدنية في ميسوري موافقة ثلاثة أرباع المحلفين.

قال محامي غيل، جاك غارفي: “يجب على الشركات أن تكون صادقة بشأن منتجاتها، سواء الجوانب الجيدة أو السيئة. عندما يكون هناك خطر من استخدام تركيبة حليب للأطفال الخدّج، يحق للآباء معرفة المشاكل المحتملة”.

وأعربت شركة أبوت عن معارضتها الشديدة للحكم وأكدت أنها ستسعى لإلغائه. وقال المتحدث باسم الشركة، سكوت ستوفل، إن التركيبات المتخصصة والمكملات، مثل تلك في هذه الحالة، هي من الخيارات المتاحة الوحيدة لإطعام الأطفال الخدّج.

وأضاف ستوفل: “الأحكام مثل هذه، حيث يتم تجاهل العلوم وآراء المهنيين الصحيين الذين يقضون حياتهم في علاج هؤلاء الأطفال، تجعل من الصعب الاستمرار في توفير هذه المنتجات إلى أجل غير مسمى”.

يؤثر التهاب الأمعاء الناخر، الذي يسبب موت أنسجة الأمعاء، في الغالب على الأطفال الخدّج ويبلغ معدل الوفيات بين 15% و40%. نجا طفل غيل، روبين ديفيس، الذي أصيب بهذا المرض بعد إعطائه تركيبة الأطفال الخدّج من شركة أبوت أثناء وجوده في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في عام 2021، لكنه عانى من أضرار عصبية غير قابلة للإصلاح بسبب مرضه وسيحتاج إلى رعاية طويلة الأمد.

جادل محامو شركة أبوت، التي تصنع تركيبة سيميلاك، أثناء المحاكمة بأن الإصابات طويلة الأمد لروبين ناجمة عن صدمة عند الولادة حرمت دماغه من الأكسجين. وقالوا إن حليب الأم يقلل من خطر الإصابة بالتهاب الأمعاء الناخر، إلا أن التركيبة المتخصصة تكون أحيانًا ضرورية ومنقذة لحياة الأطفال الخدّج.

تم رفع نحو 1000 دعوى قضائية ضد شركة أبوت، وصانع تركيبة إنفاميل شركة ريكيت بينكايسر، أو كلاهما في المحاكم الفيدرالية أو الولائية. تم تركيز أكثر من 500 دعوى في محكمة فيدرالية في إلينوي، في حين تنتظر أخرى في إلينوي وميسوري وبنسلفانيا.

تدعي الدعاوى أن الشركات لم تحذر الأطباء من أن الأطفال الذين يتلقون التركيبة لديهم خطر أكبر للإصابة بالتهاب الأمعاء مقارنة بالأطفال الذين يرضعون طبيعيًا أو يتلقون حليب المتبرعين أو تركيبة مستمدة من حليب الإنسان. وقد نفت شركة ريكيت، مثل شركة أبوت، هذه الادعاءات.

تتعلق جميع الدعاوى القضائية حول التهاب الأمعاء الناخر بتركيبة أساسها حليب البقر ومنتجات لتقوية حليب الأم مصممة خصيصًا للأطفال في المستشفيات، وليست التركيبة العادية المتاحة للمستهلكين في المتاجر.

أول دعوى قضائية تُرفع إلى المحاكمة، ضد شركة ريكيت في إلينوي، انتهت بحكم هيئة المحلفين بقيمة 60 مليون دولار في مارس. تستأنف شركة ريكيت هذا الحكم وجادلت بأن قضية المدعي اعتمدت على شهادة خبراء غير موثوقة.

أثارت هذه الدعاوى القلق لدى بعض المستثمرين. انخفض سعر سهم شركة ريكيت بنحو 15% بعد حكم مارس ولم يتعافى بالكامل.

انتقدت جمعية التهاب الأمعاء الناخر، وهي منظمة غير ربحية يقودها مرضى تعمل على مكافحة المرض، هذه الدعاوى القضائية، قائلة إن “قرارات التغذية يجب أن تُتخذ بجانب أسرة المرضى، وليس في المحاكم”.

الدعاوى القضائية حول التهاب الأمعاء الناخر منفصلة عن الدعاوى الجارية ضد شركة أبوت بشأن إغلاق مصنعها في ستورجيس بولاية ميشيغان واستدعاء دفعات من حليب الأطفال لاحتمال التلوث، مما ساهم في نقص حليب الأطفال على مستوى البلاد في عام 2022. لم تُجرى أي محاكمات في هذه القضايا.

إقرأ أيضًا:

• مستقبل علاج السرطان: علاجات مخصصة أسرع وأكثر فعالية

• الهلال الأحمر السعودي يطلق برنامجًا جديدًا لتحسين جودة الإنعاش

• جدري القرود يضرب مخيمات الأطفال في الكونغو