(رويترز) – أطلقت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها يوم الجمعة خطة لتوفير لقاحات واختبارات وعلاجات جدري القرود (mpox) للفئات الأكثر ضعفًا في البلدان الفقيرة، على غرار الجهود التي تمت خلال جائحة كوفيد-19، بعد أن وافقت مسبقًا على أول لقاح للمرض سريع الانتشار.
تهدف هذه الخطوات إلى تسهيل وصول اللقاحات إلى البلدان الإفريقية التي تعاني بشدة، حيث ينتشر نوع جديد من فيروس جدري القرود من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الدول المجاورة. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي المرض يمثل حالة طوارئ صحية عالمية.
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: “بالإضافة إلى التدخلات الصحية الأخرى، تشكل اللقاحات والعلاجات والتشخيص أدوات فعالة للسيطرة على تفشي جدري القرود في إفريقيا”. وأشار إلى أن جائحة كوفيد-19 أوضحت الحاجة إلى التعاون الدولي لضمان الوصول العادل إلى الموارد. وخلال الجائحة، تأخرت العديد من الدول ذات الدخل المنخفض في الحصول على الموارد الطبية، وخاصة اللقاحات.
تعرضت منظمة الصحة العالمية لانتقادات بسبب التأخير في توفير لقاحات جدري القرود. كان لقاح شركة “بافاريان نوردك” قد تم استخدامه على مستوى العالم منذ عام 2022، بعد أن حصل على موافقة الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا لاستخدامه ضد نوع آخر من جدري القرود الذي انتشر في ذلك العام. لكن منظمة الصحة العالمية بدأت رسميًا إجراءات توفيره في أغسطس من هذا العام.
تشمل العوامل التي أثرت على تأخير توفير اللقاح تكلفته التي تصل إلى حوالي 100 دولار، بالإضافة إلى تفشي أمراض أخرى وتباطؤ العمليات في البلدان المتضررة مثل الكونغو.
أشار ديمي أوغوينا، رئيس لجنة الطوارئ الخاصة بجدري القرود في منظمة الصحة العالمية، إلى أن الأدلة الحالية تؤكد ضرورة الاستفادة من اللقاح لحماية السكان، لكنه شدد على أن اللقاحات ليست “الحل السحري”، وأن التدابير الصحية العامة تظل مهمة أيضًا.
أوضحت شركة “بافاريان نوردك” أن اللقاح معتمد للأشخاص الذين يبلغون 18 عامًا فأكثر للحماية من الجدري وجدري القرود وفيروسات الأورثوبوكس ذات الصلة، ويمكن استخدامه “خارج التصنيف” للأطفال والنساء الحوامل والمصابين بنقص المناعة في حالات التفشي، حيث تكون فوائد التطعيم أكبر من مخاطره.
يُعد الأطفال عرضة بشكل خاص للإصابة بجدري القرود، وهو عدوى فيروسية تسبب أعراضًا مشابهة للإنفلونزا وظهور بثور مملوءة بالقيح على الجلد، وكذلك الأشخاص المصابون بحالات ضعف المناعة مثل مرضى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
إقرأ أيضًا:
التعليق