إذا شعرت يومًا ما بالقلق بشأن صحتك أو حياتك، فأنت لست وحدك. في الواقع، يُقدر أن حوالي 12% من الأشخاص قد عانوا من هذا النوع من القلق في وقت ما في حياتهم.
ولكن إذا ظهر هذا القلق على هيئة آلام وآثار جسدية تسبب لك إجهادًا شديدًا، فقد تكون تعاني من اضطراب الأعراض الجسدية النفسية.
يمكن أن يكون اضطراب الأعراض الجسدية والحالات المتعلقة به مربكًا وحتى مرهقًا في بعض الأحيان، ولكن يمكن علاجها عادةً بتوجيه مزدوج بين مقدمي الرعاية.
إذا كنت تعتقد أنك تعاني من اضطراب الأعراض الجسدية، فتابع معنا القراءة للحصول على مزيد من المعلومات وخيارات العلاج.
اضطراب الأعراض الجسدية هي تطور لأعراض جسدية يمكن أن يُنسب إلى عوامل نفسية، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعطيل حياتك اليومية أو تسبب إجهادًا ملحوظًا.
قد تكون الأعراض الجسدية مرتبطة أو غير مرتبطة بحالة طبية، ولكن لا يمكن تحديد سبب طبي أساسي لاضطراب الأعراض الجسدية والشكاوى الخاصة بها.
يشير الأطباء إلى أنه قد يكون من الشائع الشعور بالأعراض كالإصابة بصداع التوتر نتيجة العوامل النفسية مثل القلق، إلا أن اضطراب الأعراض الجسدية يحدث عندما تكون الاستجابة الجسدية مفرطة ويصبح من الصعب التعامل معها.
في بعض الأحيان، يستمر حدوث الألم أو الإجهاد الجسدي لفترة طويلة بعد التعرض للإجهاد والصدمات.
تشمل أنواع اضطراب الأعراض الجسدية الشائعة الصداع النصفي، وأعراض الجهاز الهضمي، وفي بعض الحالات يمكن أن يصاب الشخص بنوبات الصرع غير التشنجية.
يذكر مقال في مجلة Frontiers in Psychiatry لعام 2019 أن اضطراب الأعراض الجسدية هي حالة يشترك مع اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب، والقلق واضطراب الهلع [2].
يمكن أن يؤدي اضطراب الأعراض الجسدية إلى الإعاقة وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية؛ حيث تقدّرتكاليف الرعاية الطبية السنوية ضعف تكاليف المرضى غير المصابين باضطراب الأعراض الجسدية[3].
قد يكون من السهل بالنسبة للبعض تجاهل هذه الأعراض الجسدية عن أنها تكمن فقط داخل الرأس، ولكن يؤكد الأطباء أنها موجودة بالفعل.
على الرغم من أن هذه الأعراض، مثل آلام المعدة، لا تتعلق بحالة طبية محددة، فإنها تتعلق بدلاً من ذلك بظهور الأعراض الجسدية ناتجة عن أعراض نفسية لم يتم معالجتها أو علاجها بشكل كافٍ.
تشمل تلك الأعراض بحسب تصنيفات الطب النفسي ما يلي:
يتميز اضطراب الأعراض الجسمية بالتركيز بشكل كبير على الأعراض الجسدية – التي قد تكون مرتبطة أو غير مرتبطة بتشخيص طبي – مما يسبب قلقًا مفرطًا بشأن الأعراض وعواقبها المحتملة.
يؤدي ذلك إلى إحداث إجهاد كبير أو إعاقة المهام اليومية، وفقًا للجمعية الأمريكية للطب النفسي.
على سبيل المثال، قد تعاني من آلام في الصدر وبالتالي، تشعر بالإجهاد والقلق الشديد بشأنها بحيث تطور بعد ذلك إلى آلام في المعدة أيضًا. ستشعر بالألم بصورة حقيقية، ولكن ليس بالضرورة أن تعاني من حالة طبية، إذا لم يتم تشخيصها.
ينطوي اضطراب القلق بشأن المرض على خوف مفرط ومستمر من الإصابة بمرض خطير، والذي يمكن أن يحدث حتى إذا لم تكن هناك أعراض جسدية موجودة. يشبه هذا ما يُشار إليه عادة بالوسواس القلق.
يلاحظ الخبراء أن اضطراب القلق بشأن المرض يختلف عن اضطراب الأعراض الجسمية لأن الضيق المشارك فيه لا يسببه الأعراض الجسدية، ولكن بسبب القلق بشأن الأعراض الجسدية المحتملة والذهاب إلى أسوأ السيناريوهات حول ما قد يرمز إليه هذه الأعراض الجسدية.
يعرف أيضًا باسم اضطراب الأعراض العصبية الوظيفية، يحدث اضطراب التحويل عندما يكون هناك عرض واحد غير مفسر يشمل وظيفة إرادية أو حسية مثل الضعف أو الشلل، أو الحركة غير الطبيعية أو أعراض البلع.
على سبيل المثال إذا كان هناك شخص يرتعد، مع اعتقاد الشخص أن ذلك بسبب اضطراب نوبات صرع. ولكن عندما يتشتت انتباه الشخص، يتوقف الارتعاش وهو بالطبع ما لن يحدث في حالة شخص مصاب بنوبات صرع.
يشير الخبراء إلى أن الفرد عادةً لا يكون على دراية بكيفية ظهور هذه الأعراض بطرق غريبة لا تتماشى مع الحالات الطبية المعروفة.
تكون هذه الحالات أكثر شيوعًا من اضطراب الأعراض الجسمية، ويعرفها على أنها الضيق بسبب الأعراض الجسمية التي تحمل تشخيصًا مؤكدًا أو مشتبهًا به.
قد يتسبب هذا فعلًا في إلحاق الضرر بالمريض، الذي قد يؤخر العناية الطبية أو التشخيص بسبب قلقه المتزايد بشأن ما يعنيه الحال الطبية لحياته.
يُصنف اضطراب الانتحال على أنه شخص يزيف الأعراض الجسدية أو التشخيص الطبي، حتى في غياب الحصول على ميزات خارجية واضحة.
هناك نية للخداع، حيث سيظهرون للآخرين على أنهم مرضى أو مصابون. في كثير من الأحيان، قد يفعلون ذلك من أجل الانتباه أو لتلقي الدعم من الآخرين، ولكن قد تكون هناك عواقب خطيرة حيث قد يصلون إلى حد تسبب الألم أو المعاناة لأنفسهم من أجل تلقي هذا الاهتمام والدعم.
يتم تشخيص هذه الفئة عندما لا يستوفي الشخص المعايير لتشخيص الحالات السابقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتضمن أيضًا وجود الأعراض السابقة لفترة قصيرة من الزمن، مثل وجود الأعراض الجسمية لستة أشهر أو أقل، مع حدوث تحسن بعد ذلك.
قد تكون هناك أسباب متنوعة لاضطرابات الأعراض الجسدية، قد يكون التعرض للضغوطات والتجارب السابقة غالبًا السبب وراء اضطراب الأعراض الجسدية.
تحدث هذه النتائج الصحية لأن الضغط النفسي المزمن والإجهاد الناتج لحالة ما بعد الصدمة غير المعالجة. يمكن أن يؤدي إلى اضطراب النظام العصبي الذاتي، وهو مصطلح للاضطراب في تنظيم الجهاز العصبي الطرفي.
تشير المقالة الصادرة في عام 2019 من مجلة الطب النفسي إلى أن اضطراب الأعراض الجسدية يمكن أن يتزامن مع اضطرابات عقلية أخرى، بما في ذلك:
– أعراض الاكتئاب والقلق.
– أعراض الفصام والهوس.
– أعراض الاستخدام المفرط للمواد واضطراب الشخصية المنحرف ( رابط ضعيف بينهما).
يعتمد علاج اضطرابات أعراض الجسدية على التشخيص الخاص؛ على سبيل المثال، فإن اضطراب القلق بشأن المرض واضطراب الانتحال يختلفان وقد يتطلب كل منهما علاجًا مختلفًا.
سيتضمن عادة علاج اضطراب الأعراض الجسدية التعامل مع طبيب عام أو مقدم خدمات طبية آخر وطبيب نفسي، وكما ذكرنا من قبل قد يؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف الرعاية الطبية.
عادةً بعد عدم التوصل للتشخيص بعد إجراء الفحوصات الطبية، سيقوم الطبيب النفسي بتشخيص العرض الجسدي المستمر للشخص كأحد الأعراض المحتملة للاضطرابات الجسدية.
يمكن أن يشمل العلاج:
بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن يتضمن العلاج تخفيف الحركة السريعة للعين قد يكون حتى مفيدًا خاصة للمرضى الذين يمتلكون تاريخًا للصدمة. الهدف في كثير من الأحيان هو مساعدة المريض على إقامة الاتصال بين الصدمة المخزنة في الجسم والأعراض الحالية.
يؤكد علم النفس الجسدي على الوعي بالجسم كجزء أساسي من العلاج النفسي ويساعد الأشخاص على إقامة اتصالات بين الشعور المتوارد في الجسم والاستجابات العاطفية غير المكتملة المرتبطة بالتجارب الإجهادية أو المرتبطة بالصدمات.
إذا كنت قد زرت طبيبك بأعراض جسدية لا يمكن تفسيرها بتشخيص طبي أو تشك في أن الضغط النفسي أو القلق قد يكونا سببًا في الأعراض الجسدية، عندها قد ترغب في التواصل مع محترف صحة عقلية ملم بأعراض الجسمية أو متخصص فيها.
يمكن أن يتسبب القلق الناتج عن الأعراض الجسدية في ردود فعل تشمل على سبيل المثال لا الحصر:
يمكن أن تتسبب الآثار الجانبية للقلق والأعراض التي ينتجها في دورة مفرغة من الأعصاب لدى المريض. طالما أن المريض على علم بالمشكلة الصحية الجسدية التي تم تشخيصها، فيجب عليهم أن يتعلموا فهم الردود الجسدية التي تعود ببساطة إلى الاضطراب الجسدي.
المراجع
التعليق