الاحتراق الوظيفي، الأعراض والعلاج و5 مؤشرات للإصابة به

الاحتراق الوظيفي، الأعراض والعلاج و5 مؤشرات للإصابة به

Share

إن الشعور بالملل وفقد الاهتمام والشغف أثناء العمل قد يعني أنك تواجه يومًا سيئًا، ولكن لا بأس فهذا الشعور يحدث تقريبًا لمعظم البشر.

ولكن هل تسائلت يومًا إذا تحولت تلك الأيام الصعبة إلى أسابيع عديدة ومرهقة!

إذا مررت بهذه التجربة فهذا يعني أنك تعاني من حالة تدعى الاحتراق الوظيفي.

وعلى الرغم من أن هذه الحالة لا تعد مرضًا أو حالة مرضية، فإن الأطباء وأخصائي الصحة النفسية يلاحظون تزايد هذه الظاهرة.

إذا كنت تعاني من مؤشرات الإصابة بالاحتراق الوظيفي أو مررت بتجربة سابقة؛ فأنت لست وحدك. تعرف معنا في هذا المقال على الأعراض، والعلاج والمزيد.

 

ما هو الاحتراق الوظيفي ؟

يتم تعريف الاحتراق الوظيفي المرتبط بالعمل على أنه ” حالة يستنفذ فيها المجهود البدني، والعاطفي نتيجة التعرض لضغوطات العمل، المرور بفترات من الإحباط، والضغط الوظيفي لفترات طويلة” حسب تعريف قاموس ويبستر.

تم ظهور هذا المصطلح لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي من قبل عالم النفس الأمريكي هربرد فرويدنبرجر في محاولة لتخفيف العبء عن أصحاب المهن المعرضين للضغوطات النفسية مثل الأطباء، والممرضين، ومقدمي الرعاية الصحية.

 

ومع الضغط المتزايد في كافة المهن الأخرى، وتسارع وتيرة التنمية، والتقدم، فإن هذا المصطلح يشمل حاليًا معظم المهن الأخرى.

 

يواجه البشر العديد من التحديات، ويقومون بالكثير من العمل، وغالبًا ما يحدث الاحتراق الوظيفي مع الأعباء الوظيفية الثقيلة.

 

وبجانب أعباء العمل الثقيلة كسبب أساسي في إحداث هذه الحالة، فهناك عوامل كثيرة قد تسبب حالة الاحتراق، منها أن يشعر الشخص بأن العمل الذي يقوم به لا يتماشي مع قيمه، أو أن نتائج عمله لا يتم تقديرها والاعتراف بها من قبل صاحب العمل.

 

كما يمكن أن ينتج بسبب نوعية الأعمال التي تطلب مجهودًا نفسيًا، أو استفاذًا عاطفيًا بصورة متواصلة.

 

فالاحتراق الوظيفي ليس بسبب فشل فردي، ولكنه بسبب مشكلات في المنظومة الكلية بين العاملين وأصحاب العمل، أو قد ترجع إلى ظروف مكان العمل.

 

 

الإجهاد في العمل

ما هي أعراض الاحتراق الوظيفي وما هي المؤشرات؟

 فكما ذكرنا أن الاحتراق الوظيفي هو استنفاذ الطاقة، وقلة الإنتاجية، والفاعلية في العمل.

أما عن الأعراض الأكثر شيوعًا لهذه الحالة فهي:

  • التوتر، ونفاذ الصبر مع زملاء العمل أوالعملاء.
  • قلة الإنتاجية، والنشاط في العمل.
  • قلة التركيز.
  • عدم الشعور بالرضا عند إتمام مهمات العمل.
  • أعراض جسدية كالإصابة بالصداع غير المبرر، ومشكلات الجهاز الهضمي.

 

الاحتراق الوظيفي مقابل الإرهاق

قد يرى البعض أن الاحتراق الوظيفي والإرهاق البدني هما نفس الشىء. ولكن الإرهاق هو مشكلة بدنية، والتي قد تكون جزءًا من الاحتراق بسبب العمل، أما الاحتراق الوظيفي هو حالة نفسية أكثر من كونها حالة جسدية.

 

وبالرغم من أن الحالتين قد تتشابهان إلا أن الاحتراق الوظيفي قد يحدث بدون الشعور بالإرهاق، فكما ذكرنا أنه مشكلة نفسية بصورة أساسية.

 

الاحتراق الوظيفي مقابل الاكتئاب

الاكتئاب هو حالة نفسية مرضية، ويوجد تشابه بين حالات الاكتئاب وحالات الاحتراق بسبب العمل، وتكون الأعراض المشتركة بين الحالتين هي:

  • الشعور بالحرن، والقلق والتوتر.
  • الاستنفاذ العاطفي.
  • قلة الإنتاجية.

وعلى الرغم من التشابه بين الحالتين إلى حد كبير، إلا أنهما حالتين مختلفتين عن بعضهما البعض، ويمكن أن تحدث الحالتان جنبًا إلى جنب. والاحتراق الناتج عن العمل يكون مرتبطًا بالوجود في مكان العمل، ومن الممكن أن يمتد هذا الشعور ويؤثر على باقى الأنشطة اليومية.

 

وعلى الجانب الآخر فإن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لا يعزلون المشاعر السلبية في جانب واحد من حياتهم، وإنما يمتد ليؤثر على باقي مناحي الحياة.

من الممكن أن يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى الإصابة بالاكتئاب، كما يمكن أن يحدث العكس؛ فالاكتئاب يمكن أن يؤدي إلى تزايد حالة الاحتراق الناتج عن العمل.

أما الأعراض التي تدل على الإصابة بالاكتئاب تشمل الآتي:

  • الشعور بالذنب، والتقليل من قيمة الشخص لنفسه، وأحيانًا الشعور بالعجز.
  • قلة التركيز، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، ومشاكل الذاكرة.
  • تغيرات في الشهية، وفقدان الوزن بدون حمية.
  • عدم الاهتمام بالهوايات.
  • التفكير في الانتحار.

 وينصح بالتوجه إلى الطبيب النفسي إذا كانت لديك أو المحيطين بك أي من هذه الأعراض.

 

إقرأ أيضًا:

دواء جديد واعد لمرضى السكري من النوع الاول قد يغير قواعد العلاج

 

ما هي عوامل الخطورة للإصابة بالاحتراق الوظيفي؟

كما هو معلوم أن بعض المهن يكون أصحابها أكثر عرضة للضغط النفسي عن غيرهم؛ فبعض المهن المساعدة التي يقدم أصحابها الدعم العاطفي والاجتماعي كالأخصائيين المعالجين، والاجتماعيين؛ ففي هذه المهن يقدم أصحابها تعاطفًا مستمرًا.

 

ولا تقتصر الأسباب على نوعية العمل؛ بل تعمل السمات الشخصية والسلوكيات الناجمة عنها إلى جعل أصحابها أكثر عرضة للإصابة بالإجهاد الوظيفي.

 

تشمل هذه السمات الشخصية شعور الشخص بالحاجة إلى السيطرة، الكمال، وتحقيق الإنجازات العالية.

يقول د. برات مدير الرعاية الصحية في ماجلان أن الظروف المحيطة بالعمل قد تساهم في الإصابة بالاحتراق المرتبط بالعمل مثل:

  • ديناميات العمل المختلفة.
  • التوقعات غير الواضحة للعمل.
  • عدم التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
  • الأنشطة الفوضوية والروتينية في العمل.
  • عدم وجود دعم كافٍ من رئيس العمل.

 

علاج الاحتراق الوظيفي 

بما أن معظم الحالات تكون بسبب التوتر والضغط النفسي؛ فينصح معظم الأطباء بتطبيق تقنيات لتقليل هذا التوتر مثل أخذ فترات للراحة بين العمل، وممارسة الأنشطة التي تحسن اليقظة الذهنية، وقضاء وقت بعيدًا عن ضغوطات العمل في الأماكن الطبيعية.

 

وينصح د. برات بممارسة الأشياء التي تعزز الصحة النفسية والجسدية مثل:

  • ممارسة اليوغا والتأمل.
  • تنظيم أوقات النوم.
  • التدليك.
  • ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة.
  • الحرص على المشاركة في النشاطات الاجتماعية يزيد من الشعور بالتحسن.

ويضيف د. برات بأنه من الضروري الابتعاد عن بيئة العمل لفترة، خاصة في عصرنا هذا الملىء بوسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال مثل الهاتف والبريد الإلكتروني، والتي تعمل على صعوبة الابتعاد عن محيط العمل وما يتعلق به.

فيقول” نحن بحاجة إلى بذل الجهد لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية”.

كما ينصح المتخصصون بإلقاء الضوء، وحل تلك المشكلات من قبل رؤساء العمل، فهي ليست مسئولية الموظفين فحسب، بل هي مسئولية مشتركة. ويتم ذلك من خلال وضع سياسات واستراتيجيات تعزز الجانب النفسي للموظفين.

 

وبعض أمثلة هذه السياسات المقترحة:

  • إعطاء فترات للراحة بين ساعات العمل.
  • تقديم الوجبات الصحية.
  • التوعية المستمرة والتثقيف بالعادات الإيجابية.
  • تشجيع الحوار وتقديم المقترحات لتحسين بيئة العمل.

 

وإذا لم تكن هذه الحلول متوفرة، ومازال الشخص معرضًا لتلك الضغوطات، ولا يستطيع تجنبها فإن الابتعاد عن العمل قد يكون هو البديل.

 

كيف تحمي نفسك من التعرض للاحتراق الوظيفي 

يمكن تجنب الاحتراق الناتج عن العمل عن طريق بدء ممارسات صحية والمحافظة عليها، مثل ممارسة الهوايات، وتعلم كيفية إدارة التوتر والقلق، وكيفية الابتعاد عن العمل عند العودة للمنزل، كما ينصح بالتحدث مع صاحب العمل عند المرور بهذه التجربة.

 

وعلى جانب آخر ينصح د. برات أصحاب العمل بهذه النصائح:

  1.  توفير أكبر قدر من الاستقلالية، والتحكم في أوقات العمل.
  2. التحدث مع الموظفين وسؤالهم عن ما إذا كانوا يجدون قيمة لعملهم.
  3. تقسييم المهمات على حسب الاهتمام إلى جانب المهارات.
  4. توضيح التوقعات من العمل.
  5. إظهار الاهتمام للموظفين وتقدير أعمالهم.
  6. الطلب من الموظفين أن يكونوا محددين عندما يشعرون بالإجهاد، ومناقشة الحلول.

 

 يمكن أيضًا تحقيق تلك المقترحات عن طريق الاجتماعات التي تتم بين أصحاب العمل والموظفين؛ لإظهار التقدير والاهتمام لمجهوداتهم وإنجازاتهم، ولتجنب مشاعر العزلة.

 

من الممكن أن يكون الاحتراق الوظيفي مرهقًا، ولكن هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تجنب الإصابة به.

 

وعليك دائمًا مراقبة أي  مؤشرات للإصابة بحالة الاحتراق الوظيفي  لديك أو لأحد زملائك لمعرفة ما إذا كانت بيئة العمل المحيطة بك تعمل على الوصول لتلك الحالة.

 

المراجع

التعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أرقام جرعة صحة

أحدث الإحصائيات
79
مقال طبي
50
دراسة
160
خبر
970000
مشاهدة

اتصل بنا

لا تتردد في التواصل معنا في اي وقت