الكركديه هو نبات استوائي له زهور ساطعة ومميزة تشبه البوق استخدم منذ آلاف السنين كمشروب وعلاج دوائي. توجد مئات الأنواع من الكركديه، ولكن كركديه سابداريفا (Hibiscus sabdariffa) هو النوع الأكثر شيوعاً الذي يُحضر منه الشاي.
تشير بعض الأبحاث إلى أن استخراج الكركديه سابداريفا أو شاي الكركديه له فوائد صحية عديدة، ويرجع هذا إلى خصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات.
مؤخرًا قامت الدراسات العلمية بتقييم تأثيرات كركديه سابداريفا على الحالات المزمنة والأمراض الشائعة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الكوليسترول، ومرض السكري، والسمنة، ومرض الزهايمر.
تابع القراءة لتعرف المزيد عن الفوائد الصحية المحتملة لشاي الكركديه، واستخدامات المشروب والمخاطر المرتبطة به.
كركديه سابداريفا، المعروف أيضًا باسم التوت البري لفلوريدا، وسوريل جامايكا، أو السوريل الأحمر، هو شجيرة مزهرة يرجع أصلها إلى وسط وغرب أفريقيا ويتم زراعتها حاليًا في جميع أنحاء العالم. يقول الخبراء أن شاي الكَركديه خالٍ من الكافيين وله لون أحمر داكن وطعم حامض، فاكهي.
يتم إعداد شاي الكركَديه من الأغلفة المجففة، وهي الأجزاء الخارجية من الزهرة. إن الشاي الذي يحظى بشعبية في أمريكا الجنوبية والوسطى، وبعض مناطق أفريقيا والبحر الكاريبي، يتم استهلاكه أيضًا في الولايات المتحدة. ويتم استخدام الأغلفة في المربى والصلصات والآيس كريم وغيرها من الأطعمة.
لتحضير شاي الكركَديه، قم بصب الماء المغلي فوق الزهور في مصفاة أو الفلتر أو فوق كيس شاي، واترك الشاي ينقع لمدة خمس إلى سبع دقائق قبل الشرب، ويمكن تناول الشاي كما هو أو مع العسل أو محلي آخر أو مع الليمون لتعزيز نكهته.
استُخدم كَركديه سابداريفا في الصين القديمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والحمى، والالتهابات، وحصوات الكلى والمثانة. كما يُستخدم الكَركديه لأغراض علاجية في الهند، وتايلاند، وأفريقيا، والمكسيك وأفريقيا لتحسين وظائف الكبد والمثانة والأمعاء.
كما يعمل أيضًا على تخفيض درجة الحرارة، وخفض ضغط الدم وزيادة تدفق الأوعية الدموية. ومع ذلك، ليس هناك ما يكفي من الأدلة العلمية لتوثيق التطبيقات الطبية المحتملة للشاي.
ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وحالات المثانة والكبد، استشارة أخصائي الرعاية الصحية للحصول على العلاج.
بعض الدراسات استخدمت مستخرج الكركديه وليس الشاي، وهو شكل أكثر تركيزًا بكثير وقد يعطي نتائج مختلفة. تُعد الدراسات التي تستخدم استخراج الكركديه في أنابيب الاختبار أبحاثًا أولية لا يمكن تطبيقها على البشر.
وفيما يلي بعض الفوائد الصحية المحتملة للكَركديه:
شاي الكَركديه غني بالبوليفينولات، بما في ذلك الأنثوسيانين، والتي لها فوائد مضادة للالتهابات كما لها فوائد لصحة القلب والأوعية الدموية. ويحتوي الكركديه أيضًا على الفلافونويدات، والأحماض الفينولية، والتانينات، والتي تعتبر أيضًا بوليفينولات.
البوليفينولات لها خصائص مضادة للأكسدة تساعد في حماية الخلايا من التلف، وهو عامل مساهم في الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب.
وتم دراسة الفلافونويدات لخصائصها المضادة للسرطان، والمضادة للفيروسات، والمضادة للأكسدة، والمضادة للالتهابات، فضلاً عن الاستخدام المحتمل للمساعدة في خفض مخاطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
تعد الأغلفة، تلك الأجزاء الخارجية الملونة للزهرة، غنية بشكل خاص بالأنثوسيانين، بما في ذلك ديلفينيدين 3-سامبوبيوسيد وسيانيدين 3-سامبوبيوسيد. تأثيرات مضادات الأكسدة للكركديه مثيرة للاهتمام، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات قبل أن يتمكن الباحثون من تأكيد أن ذلك الشاي قد يخفض مخاطر الأمراض المزمنة.
يحضر شاي الكركَديه اليومي بحوالي ملعقة طعام واحدة من الكركَديه لكل كوب. أما في الأبحاث غالبًا ما يستخدم العلماء استخراجات مركزة للغاية، مما يجعلها أكثر فعالية بشكل كبير.
تشير بعض الأبحاث إلى أن شاي الكَركديه قد يساعد في خفض ضغط الدم كما أن له فوائد صحية للقلب من خلال تقليل الالتهابات وتحسين وظيفة الأوعية الدموية.
تحتوي زهرة الكركَديه على مزيج من المغذيات، بشكل أساسي تحتوي على الأنثوسيانين والأحماض الفينولية، مثل حمض الجاليك وحمض الهيبوريك على وجه التحديد.
ووفقًا لدراسة أجريت عام 2019 وجد أن المشاركين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى وتناولوا كوبين من شاي الكركديه يوميًا، بالإضافة إلى اتباع نمط الحياة الصحية التي تتضمن تقليل استهلاك الملح، قد حدث انخفاض لضغط الدم بشكل كبير.
حقق المشاركون في المجموعة الأخرى الذين لم يشربوا شاي الكركديه أيضًا انخفاضًا في ضغط الدم عن طريق ممارسة الرياضة وفقدان الوزن واتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم. ومع ذلك، كانت هذه النتائج أقل أهمية [1].
كما أنه يؤثر على الأوعية الدموية ووظيفة الكلى، ومواد معينة داخل الجسم، مما يساهم في خفض ضغط الدم بعدة طرق.
قد يعمل الشاي على ارتخاء الأوعية الدموية، بشكل محتمل عن طريق عرقلة دخول الكالسيوم إلى خلايا العضلات أو عن طريق تقليد مدرات البول، مما يحث الكلى على إفراز المزيد من الملح والماء، وبالتالي انخفاض ضغط الدم.
على الرغم من أن الكركديه قد يقلل بشكل طفيف من ضغط الدم في الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، إلا أن الأبحاث حول تأثيرات شاي الكركديه على ضغط الدم محدودة، مع الدراسات الحالية التي تشير إلى تأثير طفيف على انخفاض ضغط الدم.
من المهم الإشارة إلى أنه ليس بديلاً لأدوية ارتفاع ضغط الدم. يجب على الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو أي مشكلة مزمنة آخرى التحدث مع طبيبهم قبل تجربة شاي الكَركديه.
وفقًا لدراسة نشرت عام 2020، تشير إلى أن الإضافات التي تحتوي على الكركديه خفضت ضغط الدم الانقباضي والانبساطي عند المشاركين الذين يعانون من السكري من النوع الثاني. كما تشير دراسة عام 2019 إلى أن الكركديه قد يساعد في منع وإدارة داء السكري.
بالإضافة إلى مساعدة في إدارة السكري، قد تحسن استخراجات الكركديه أعراض متلازمة الأيض، وهي مجموعة من الحالات مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة الكوليسترول وارتفاع مستويات السكر في الدم، التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية.
يقول الباحثون أن المواد الكيميائية الموجودة في الزهور تقلل من نسبة السكر في الدم وتحسن تدفق الدم.
على الرغم من أنه يتعين إجراء المزيد من الأبحاث على البشر لتأكيد ما إذا كان الكركديه قد يكون مفيدًا في مساعدة في إدارة السكري، فإن الأشخاص الذين يعانون من السكري قد يتعرضون أيضًا لارتفاع ضغط الدم والالتهابات والإجهاد التأكسدي، وقد يستفيدون من شرب شاي الكركديه لهذه الحالات.
من المهم الإشارة إلى أنه ليس بديلاً للمساعدة في السيطرة على مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من السكري.
كما أن الكَركديه ليس بديلاً للأدوية الموصوفة للسكري من قبل مقدم الرعاية الصحية. يجب على الأفراد الذين يتناولون أدوية لأي مشكلة مزمنة التحدث مع طبيبهم قبل تجربة شاي الكركديه.
يُعد مشروب الكركَديه عمومًا آمنًا لمعظم الأشخاص. الآثار الجانبية نادرة ولكن قد تشمل اضطراب المعدة، والغازات، أوالإمساك.
ربما ليس آمنًا تناول شاي الكَركديه أثناء الحمل أو أثناء الرضاعة الطبيعية. قد يؤثر الشاي أيضًا على مستويات السكر في الدم أثناء وبعد الجراحة، لذا يجب على الأفراد التوقف عن شرب شاي الكركديه على الأقل أسبوعين قبل إجراء العملية الجراحية.
تُعتبر بعض الأدوية قادرة على التفاعل بشكل محتمل مع شاي الكَركديه. على سبيل المثال، قد لا يتفاعل الأدوية التي يتم تغييرها أو تحللها بواسطة الكبد، مثل سيتوكروم P450 1A2 وسيتوكروم P450 2A6، بشكل جيد مع شاي الكركديه.
يجب على الأفراد التحدث مع طبيب الرعاية الصحية حول التفاعلات المحتملة بين الأدوية والمكملات الغذائية أو الأعشاب الطبية قبل إضافة شاي الكركديه إلى نظامهم الغذائي.
قد يؤدي شاي الكركديه أيضًا إلى تفاعلات سلبية للأشخاص الذين يتناولون كلوروكين لعلاج أو منع الملاريا.
تشمل الأدوية الأخرى التي تحمل مخاطر متوسطة من التفاعل مع شاي الكركديه:
– أدوية ضغط الدم.
– أدوية السكري.
– المسكنات مثل ديكلوفيناك (بما في ذلك فولتارين).
– لوسارتان (Cozaar).
– سيمفاستاتين.
قد تكون هناك أيضًا مخاطر طفيفة تتعلق بتناول الشاي أثناء تناول مسكن الألم الأسيتامينوفين (تايلينول)، حيث يمكن أن يزيد ذلك من سرعة تخلص الجسم من الدواء. ومع ذلك، يجب إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد هذا التأثير.
إذا كنت تتناول أدوية لضغط الدم، خاصة لوسارتان، فمن المهم مناقشة استهلاك شاي الكَركديه مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك لمعرفة ما إذا كان مناسبًا لك.
قد يزيد شاي الكركديه من مستويات لوسارتان في الدم، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بشكل خطير. يجب على الأفراد الذين يتناولون أدوية أخرى لضغط الدم أيضًا مراقبة ضغط الدم بعناية، خاصة إذا شربوا شاي الكركديه، للتأكد من أنه في المستوى الطبيعي.
بشكل عام، فإن شاي الكركديه آمن لمعظم الأشخاص ويتميز بأنه غني بمضادات الأكسدة، كما أن شرب كوب أو كوبين يوميًا عمومًا آمن لمعظم الأشخاص. إذا كان لديك أسئلة أو حالات طبية، أو تتناول أدوية، فتوجه دائمًا إلى الطبيب الخاص بك.
المراجع
التعليق