هذا الشهر، يصوم ملايين المسلمين في جميع أنحاء العالم خلال شهر رمضان المبارك. يكون هذا الصوم بالامتناع عن تناول الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس لمدة 30 يومًا.
أصبح الصيام أيضًا شائعًا في الثقافة الأمريكية، حيث يلجأ الكثيرون إلى خيارات الصيام المتقطع في محاولة منهم لفقدان الوزن وتعزيز الصحة.
خيار الصيام المتقطع الشائع الذي يلتزم به الكثيرون هو الصيام المتقطع 16:8، حيث يمتنع الناس عن تناول الطعام وجميع المشروبات باستثناء الماء والمشروبات الخالية من السعرات الحرارية لمدة 16 ساعة في اليوم، ثم يتناولون سعراتهم الحرارية اليومية خلال فترة تبلغ ثماني ساعات.
إذا كيف يؤثر الصيام على الصحة؟ فيما يلي بعض الفوائد الصحية المرتبطة بالصيام.
في تحليل شامل للبيانات نُشر في المجلة الأوروبية للتغذية السريرية، تمت مقارنة المعايير الأيضية مثل فقدان الوزن وكتلة الدهون ىبين الذين شاركوا في الصيام المتقطع والذين شاركوا في حمية غذائية عادية مع تقييد السعرات الحرارية المستمرة.
أظهرت نتائج البحث إلى أن الصيام المتقطع كان مرتبطًا بزيادة فقدان الوزن في أربع دراسات، وانخفاض كتلة الدهون في خمس دراسات، وانخفاضات كبيرة في مستويات الدهون في ثلاث دراسات مقارنة بتقييد السعرات الحرارية المستمرة.
قد يثبت الصيام المتقطع أنه خيار قيم للملايين من الأمريكيين الذين يعانون من مشاكل التحكم في الوزن. أكثر من 2 من كل 5 بالغين أمريكيين يعانون من السمنة، ويعاني ما يقرب من 1 من كل 3 بالغين من الوزن الزائد، وفقًا لمعهد السكري والأمراض الهضمية والكلوية الوطني.
سيتطلب الحد من وباء السمنة في أمريكا بروتوكولاً متعدد الجوانب، وينبغي التركيز على الحميات الغذائية الفعّالة من قبل مقدمي الرعاية الصحية للمساعدة في هذا الجهد.
قامت مراجعة بحثية لسبعة تجارب عشوائية ضمت أكثر من 250 مشاركًا بمقارنة النتائج القلبية والوعائية بين الذين مارسوا الصيام بالتناوب في أيام متتالية وبين الذين لم يصوموا.
أظهرت أبحاث نشرت في مجلة Frontiers in Nutrition تقييم نتائج مثل الوزن، والكوليسترول الكلي، والدهون الثلاثية، والسعرات الحرارية الكلية، وضغط الدم الانقباضي وضغط الدم الانبساطي، وغيرها من المؤشرات.
بالمقارنة مع الذين لم يصوموا، كانت لدي الذين الذين قاموا بالصِيام بالتناوب في أيام متتالية قيم أقل بشكل ملحوظ إحصائيًا للكوليسترول الكلي، والدهون الثلاثية، وضغط الدم الانقباضي، وضغط الدم الانبساطي.
إن معدل الكوليسترول المرتفع وارتفاع ضغط الدم على حد سواء عوامل خطر مؤكدة لمرض القلب، الذي يعد السبب الرئيسي للوفاة بين الرجال والنساء في أمريكا. يمكن للصيام أن يساهم في التخفيف من بعض عوامل خطر مرض القلب، مما يؤدي إلى زيادة صحة القلب والأوعية الدموية لدى السكان الأمريكيين.
يُعتبر الالتهاب طويل المدى في الجسم من المعروف أنه يؤدي إلى تطور عدد من الأمراض، بما في ذلك الأمراض القلبية والسرطانات، وقد أظهرت بعض الدراسات أن الصيام المتقطع يمكن أن يقلل من علامات الالتهاب في الجسم.
على سبيل المثال، أجرت دراسة صغيرة نُشرت في مجلة “الطب والعلوم الرياضية والتمارين” والتي شملت 20 مشاركًا تقييمًا لتأثير علامات الالتهاب بين الذين يتناولون نظام غذائي طبيعي مقارنةً بالذين يمارسون الصيام المتقطع.
أظهرت الدراسة أن المشاركين الذين صاموا كانت لديهم علامات التهاب منخفضة بالمقارنة مع الذين تناولوا نظام غذائي طبيعي. من بين علامات الالتهاب الإنترلوكين 6 (IL 6)وعامل نخر الورم ألفا(TNF- alpha)، وهما بروتينات تساعد على إحداث حالة الالتهاب في الجسم.
تركز الأبحاث الحديثة على زيادة إنتاج بروتين يُعرف باسم عامل النمو العصبي المشتق من الدماغ والذي يرتبط بالذاكرة والتعلم وتعزيز الوظائف العقلية.
أظهرت الدراسات على الحيوانات أن الصيام المتقطع يمكن أن يزيد من مستويات عامل النمو العصبي المشتق من الدماغ، على الرغم من أن المزيد من الأبحاث مطلوبة للتأكد مما إذا كان يمكن تطبيق ذلك على البشر.
إذا كان الصوم المتقطع يؤدي إلى زيادة مستويات عامل النمو العصبي المشتق من الدماغ في البشر، فإن ذلك يمكن أن يفتح الباب لتحسين صحة الدماغ، بشكل خاص لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية مثل مرض الزهايمر.
على الرغم من أن الصيام له عديد من الفوائد الصحية، يجب ممارسته بحذر. يمكن أن يؤدي الامتناع عن الطعام لفترات طويلة إلى فقدان العضلات ونقص التغذية والإرهاق.
الاستشارة مع مقدم الرعاية الصحية لا يزال أمرًا حاسمًا قبل بدء الصوم، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية موجودة مسبقًا. عند القيام به بحكمة، يمكن أن يكون الصيام له تأثيرات على التمثيل الغذائي وصحة القلب ووظيفة الدماغ.
التعليق