إن وجود كليتين سليمتين أمر بالغ الأهمية للصحة الجيدة. يعد الحفاظ على صحة الكليتين أمر ضروري للتمتع بصحة جيدة؛ حيث تقوم الكلى بتصفية الدم، وإزالة السوائل الزائدة وفضلات الجسم. 

تتأثر أجسامنا بنوعية الأطعمة التي نتناولها، بما في ذلك الكليتين. وتتأثر الكلى بشكل مباشر بالأطعمة، خاصة إذا كان هناك مشكلة بها مثل مرضى الكلى المزمن. 

تابع معنا القراءة لمعرفة الأطعمة التي يوصي بها الخبراء لصحة الكُلى، ولماذا تكون بعض الأطعمة مفيدة أكثر من غيرها.

ما هي أمراض الكلى؟

عندما يتم تشخيص شخص ما بمرض الكلى المزمن (CKD)، فهذا يعني أن كليتيه فقدت قدرًا كبيرًا من وظائفها. إذا كانت الكليتين لا تعملان بشكل صحيح، يمكن أن تتراكم السموم في الجسم مما قد يؤثر سلبًا على كيفية عمل الهرمونات، خاصة تلك التي تنظم صحة العظام وحالة فيتامين د وإنتاج خلايا الدم الحمراء. 

أنواع مرض الكلى ومراحله

يؤثر مرض الكلى المزمن على الكثير من الأشخاص، وعادةً لا تظهر الأعراض حتى مرحلة متقدمة جدًا، مع آثار خطيرة على الصحة العامة للجسم.

 على سبيل المثال، يعاني واحد تقريبًا من كل سبعة أشخاص في الولايات المتحدة (37 مليون شخص) من مرض الكلى المزمن[1]، وقد لا يكون 90% من الأشخاص المصابين بمرض الكلى المزمن على علم بتشخيصهم[2].

أكثر عوامل الخطر شيوعًا للإصابة بمرض الكُلى المزمن هما ارتفاع ضغط الدم والسكري. تمثل هاتان الحالتان حوالي 75% من حالات مرض الكلى المزمن[3].

هناك خمس مراحل من مرض الكلى المزمن، المرحلة الأولى هي الأقل خطورة والمرحلة الخامسة هي الأكثر خطورة. المرحلة الخامسة هي عندما يحتاج الفرد إلى عملية زرع كلية أو لبدء غسيل الكلى.

يعد الاهتمام بمرض الكلى بالغ الأهمية؛ فطبقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يعد مرض الكُلى عاشر سبب للوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية.

كيف يمكن أن يساعد النظام الغذائي في علاج أمراض الكلى؟

إن اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يمنع عادة تطور مرض الكُلى المزمن لدى الأشخاص المعرضين للخطر. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب والأوعية الدموية.

 ويبطئ فقدان وظائف الكلى لدى أولئك الذين يعانون من مرض الكُلى المزمن،و ترتبط الأنظمة الغذائية مثل حمية البحر الأبيض المتوسط ​​أو النظام الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم (DASH) أو النظام الغذائي النباتي بانخفاض خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن أو تأخير التقدم إلى حالة تفاقم المرض.

 من المحتمل أن يرجع ذلك إلى حقيقة أن هذه الأنظمة الغذائية تقوم بعمل جيد في التحكم في عوامل الخطر مثل ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم وضغط الدم والدهون في الدم مثل الكوليسترول التي يمكن أن تؤدي إلى ضغط إضافي على وظائف الكلى.

تتكون الأطعمة المدرجة في هذه الأنظمة الغذائية بشكل أساسي من: 

• البروتينات الحيوانية أو النباتية بما في ذلك أجزاء صغيرة من الدجاج والأسماك والبيض والتوفو وبعض الفاصوليا، أو الجبن منخفض الفوسفور.
•  الكربوهيدرات المعقدة (مثل الفواكه والخضروات والحبوب) الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة.
•  الدهون الصحية (مثل الزيوت أو البذور أو المكسرات).

 قد يحتاج الأشخاص المصابون بمرض الكُلى المزمن أيضًا إلى تجنب الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين والأطعمة فائقة المعالجة والحد من تناول الصوديوم أو الفوسفور أو البوتاسيوم، لأن هذه العناصر الغذائية يمكن أن تضع ضغطًا إضافيًا على الكلى.

 عندما يتعلق الأمر بمرض الكُلى المزمن، لا يوجد نظام غذائي واحد يناسب جميع الأشخاص. نظرًا لأن النظام الغذائي جزء أساسي من الحفاظ على صحة الكليتين، فمن المهم العمل مع أخصائي أمراض الكُلى الذي يمكنه إحالتك إلى اختصاصي تغذية مسجل.

 هل يستطيع النظام الغذائي إصلاح الكلى؟ 

يوضح الأطباء أنه من الممكن الوقاية من مرض الكُلى المزمن من خلال الكشف المبكر، وتنظيم نسبة السكر في الدم وضغط الدم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول نظام غذائي صديق للكلى والحفاظ على نمط حياة صحي.

 ومع ذلك، بمجرد تلف الكليتين، لا يمكن “إصلاحها” بنفس الطريقة التي قد تتجدد بها الأنسجة الأخرى في الجسم.

وبالرغم من عدم وجود الكثير من الأدلة على أن نمط الأكل الصحي بإمكانه معالجة أمراض الكُلى، إلا أن إجراء التغييرات الصغيرة في نمط الغذاء يلعب دورًا كبيرًا في إبطاء أو إيقاف تطور المرض.

أفضل نظام غذائي لمرضى الكلى

هناك أدلة على أفضل الأطعمة لمرض الكُلى المزمن تتطور إلى ما وراء تقييد العناصر الغذائية الفردية، مثل البوتاسيوم، إلى جوانب أكثر شمولية من النظام الغذائي. 

على سبيل المثال، تشير الإرشادات السريرية الحالية في الوقت الحالي إلى فوائد زيادة استهلاك الفاكهة والخضروات، وتقليل حمل الأحماض الغذائية والالتزام بالنمط الغذائي المتوسط الشامل. 

فيما يلي 10 من أفضل الأطعمة التي يوصي بها الخبراء لصحة الكلى.

 العنب الأحمر 

يعد العنب الأحمر مصدرًا غنيًا بالفلافونويد والريسفيراترول (مركب نباتي يوجد في الغالب في الفواكه ذات اللون الأحمر)، مما قد يساعد على إبطاء الشيخوخة.

يحدث فقدان للنيفرون (الوحدة العاملة في الكليتين) مع تقدم العمر، لذا فإن الأطعمة التي قد تبطئ عملية الشيخوخة ستفيد الكلى. 

التوت البري 

مثل العنب البري والفراولة والتوت والعليق غني بمضادات الأكسدة النباتية، بما في ذلك الأنثوسيانين. تساعد مضادات الأكسدة هذه على حماية الكليتين من الإجهاد الناتج عن عمليات الأكسدة والالتهابات.

السلمون

إن الأسماك الزيتية، مثل السلمون، تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية التي يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب.

 يعد خفض الالتهاب في مرض الكُلى المزمن أمرًا مهمًا لأنه يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على مدى جودة عمل الكلى ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم تطور المرض.

كما أن الأسماك الزيتية تعد أيضًا مصدر لفيتامين د. نظرًا لأن الأشخاص المصابين بمرض الكُلى المزمن معرضون بشكل متزايد لخطر نقص فيتامين د، فإن تضمين الأطعمة الغنية بهذه المغذيات أمر مهم.

 التوفو

 التوفو هو بروتين نباتي يوفر جميع الأحماض الأمينية الأساسية (وهو أمر مهم، لأن الجسم لا يستطيع إنتاج هذه الأحماض الأمينية الأساسية بمفرده)، وهو منخفض في الفوسفور والبوتاسيوم، وغني بأوميجا 3 والمعادن مثل المغنيسيوم.

 نظرًا لأنه مصدر جيد للبروتين والألياف، فهو خيار ممتاز لأولئك الذين يحاولون حماية الكليتين ولكنهم يتطلعون أيضًا إلى الحفاظ على مستويات البروتين في مكان جيد.

الخضروات الورقية

يعد اللفت الخام والملفوف الأخضر من الخضروات الورقية الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، كما أنها منخفضة نسبيًا في البوتاسيوم، مما يجعلها مناسبة للأفراد المصابين بأمراض الكلى الذين يحتاجون إلى التحكم في تناول البوتاسيوم. 

الأفوكادو

 تعتبر صحة القلب أمرًا بالغ الأهمية للأشخاص الذين يعانون من مرض الكلى المزمن، والأفوكادو مليء بالدهون الصحية للقلب. 

وفقًا لمراكز السيطرة والوقاية من الأمراض ترتبط صحة القلب ارتباطًا مباشرًا بصحة الكليتين لأنه عندما لا تعمل الكلى بشكل صحيح، يحتاج القلب إلى العمل بجهد أكبر لنقل الدم في جميع أنحاء الجسم.

 تعد صحة القلب السيئة أيضًا عامل خطر كبير لمرض الكلى المزمن. الأفوكادو ليست مصدرًا مهمًا للصوديوم أو الفوسفور، ولكنها غنية بالبوتاسيوم. لذا يجب متابعة البوتاسيوم عند تناول الأفوكادو.

بياض البيض

 يوفر بياض البيض بروتينًا كاملاً يحتوي على نسبة أقل من الفوسفور مقارنة بمصادر البروتين الأخرى مثل اللحوم أو حتى صفار البيض.

 تبلغ نسبة الفوسفور إلى البروتين في البيضة الكاملة 13.4 ملليجرام من الفوسفور لكل جرام من البروتين، لكن بياض البيض يحتوي فقط على 1.4 ملليجرام من الفوسفور لكل جرام من البروتين [5].

التفاح

 يحتوي التفاح على نسبة عالية من الألياف والمركبات المضادة للالتهابات ويمكن تناوله بطرق عديدة. إن اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة مفيد في الحد من الالتهابات  التي يعاني منها الأشخاص المصابون بمرض الكلى المزمن. 

العدس

 العدس هو بروتين نباتي ومصدر ممتاز للألياف. إن تناول المزيد من البروتين من الأطعمة النباتية، بدلاً من الأطعمة البروتينية الحيوانية، يمكن أن يساعد في تقليل حموضة الدم  في أمراض الكلى وإبطاء تطور المرض في النهاية. 

الكوسة

إذا كنت بحاجة إلى مراقبة كمية الفوسفور التي تتناولها، فإن الكوسة من الخضروات منخفضة الفوسفور. يمكن دمج خضار الكوسة في أطباق مختلفة، مثل البطاطس المقلية.

متى يجب رؤية الطبيب؟

على الرغم من أن النظام الغذائي الصحي يجب أن يكون جزءًا من الخطة المتبعة لمعالجة مرض الكُلى المزمن، إلا أنه غالبًا لا يكفي لوقف التقدم أو دعم العلاج وحده في جميع مراحل المرض، خاصة إذا كنت تعاني من مرض الكُلى المزمن المعتدل إلى الشديد.

 في المراحل اللاحقة من مرض الكلى المزمن (المرحلة الخامسة، والمعروفة أيضًا باسم مرض الكُلى في المرحلة النهائية)، فشلت الكلى أو اقتربت جدًا من الفشل، وقد تكون هناك حاجة إلى علاجات أكثر شمولاً تتجاوز النظام الغذائي أو التغذية، مثل غسيل الكُلى أو زرع الكُلى.

 من الضروري استشارة طبيبك إذا كان المرض الخاص بك يشير إلى دواء أو أدوية لإبطاء تقدم الحالة. كما أن العديد من أنواع الأدوية متاحة لعلاج العديد من أنواع أمراض الكلى المختلفة.

 في النهاية، لا يوجد علاج لمرض الكلى المزمن، ولكن هناك علاجات وخيارات نمط الحياة لدعم صحة الكُلى. لهذا السبب من المهم المتابعة مع الطبيب لتقييم وظائف الكلى وسكر الدم وضغط الدم بانتظام، ومراجعة خيارات العلاج الخاصة بك، بما في ذلك النظام الغذائي.

المراجع

• Kidney Disease Statistics for the United States
• Kidney Disease: The Basics
• Chronic Kidney Disease Basics
• Mediterranean diet and the risk of chronic kidney disease: A systematic review and meta-analysis
• DASH (Dietary Approaches to Stop Hypertension) Diet and Risk of Subsequent Kidney Disease
• Eating Right for Chronic Kidney Disease