يواجه الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب من تغيرات في المزاج، والسلوك، والنشاط. وبالرغم من أن تشخيص الحالة ليس دائمًا بالأمر السهل، إلا أن علاج تلك الحالة يعد فعالاً إذا تم التشخيص بصورة صحيحة.
يتشابه اضطراب ثنائي القطب مع العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الفصام، وأعراض الاكتئاب؛ لذلك قد يستغرق التشخيص فترة ليست قليلة.
للتعرف أكثر عن اضطراب ثنائي القطب تابع معنا هذا المقال؛ لتتعرف على الأعراض والأسباب وطرق العلاج.
يعد هذا الاضطراب أحد الحالات المتعلقة بالصحة النفسية، والتي يعاني فيها الشخص المصاب من تغيرات وتقلبات في المزاج تؤثر سلبًا على جودة الحياة وربما تعيق الأنشطة اليومية.
يعاني حوالي 5.7 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية من اضطراب ثنائي القطب [1].
يعاني الشخص من تذبذب في المزاج؛ فقد يكون لدى الشخص نوبات هوس (ابتهاج غير طبيعي)، والهوس الخفيف، وفي بعض الأحيان يصاب الشخص بنوبات اكتئاب عظمى. وهناك نوعان من هذا الاضطراب، وسنوضح فيما يلي الفروقات بينهما.
اضطراب ثنائي القطب هو حالة نفسية تتميز بتقلبات شديدة في المزاج، تشمل نوبات من الاكتئاب ونوبات من الهوس أو الهوس الخفيف. هناك عدة أنواع من اضطراب ثنائي القطب، ولكل نوع خصائصه الخاصة:
يعاني الشخص المصاب بهذا النوع من نوبة هوس على الأقل في حياته، وتكون تلك النوبة ليست بسبب التعرض للأدوية، أو العقاقير أو مشكلات طبية.وتستمر تلك النوبة على الأقل مدة 7 أيام.
قد يعاني الشخص من بعض الأعراض المصاحبة لنوبة الهوس مثل تسارع الأفكار، قلة احتياجات النوم، وإظهار سلوكيات غير طبيعية.
وفي أحيان أخرى يعاني الأفراد المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من نوبات هوس مصاحبة لأفكار وهمية. وأيضًا يعاني أولئك الأشخاص من نوبات اكتئاب إلا أن تلك النوبات غير ضرورية للتشخيص.
يعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من الاضطراب من نوبة اكتئاب واحدة على الأقل ونوبة هوس خفيف واحدة في حياتهم. تشبة نوبة الهوس الخفيف تلك نوبات الهوس، ولكن بصورة أقل حدة، كما أن لها تأثير أقل على الحياة اليومية.
تستمر أعراض الهوس الخفيف مدة أربعة أيام حتى يتم تشخيصها، كما يمكن أن تشمل الأعراض أيضًا تغيرات مثل المزاج العصبي ولكنها لا تتضمن الأوهام أو جنون العظمة.
تعرف نوبات الاكتئاب لثنائي القطب النوع الثاني بأنها نوبات مزاج مكتئب تستمر لمدة أسبوعين على الأقل، وتشمل الشعور بالحزن المستمر، وفقدان الاهتمام بالأنشطة المعتاد الاستمتاع بها، وتغيرات في النوم والإصابة بالأرق وأفكار انتحارية.
يتسم هذا النوع بفترات متكررة من الأعراض الهوسية وأعراض الاكتئاب التي لا تفي بمعايير نوبات الهوس أو الاكتئاب الشديد. تستمر هذه الفترات لمدة عامين على الأقل عند البالغين وسنة واحدة عند الأطفال والمراهقين.
فهم تلك الأنواع المختلفة لاضطراب ثنائي القطب يساهم في تقديم العلاج المناسب، والتعامل الفعال مع الأعراض؛ مما يساهم في تحسين جودة الحياة للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب.
ليس هناك سبب محدد ومعروف للإصابة باضطراب ثنائي القطب، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تسبب هذا الاضطراب منها عوامل جسدية وعوامل بيئية تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة.
هناك دور للوراثة في الإصابة بهذا الاضطراب؛ فإذا كان أحد أقارب الدرجة الأولى مصابًا بهذا الاضطراب، فإن هناك خطر للإصابة قد يصل إلى 75%، مقارنة بالأشخاص الآخرين الذين تتراوح نسبة إصابتهم بين 15-30% فقط طبقًا للأبحاث [2].
إن التعرض لأحداث مؤلمة أو ضغوطات نفسية شديدة خلال مرحلة الطفولة قد يزيد من فرص الإصابة في وقت لاحق من الحياة، وتشمل تلك الأحداث فقدان أحد الوالدين أو من يقوم برعاية الطفل أو التعرض للإهمال والإساءة.
طبقًا للدراسات فإن الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب قد يكون لديهم اختلافات طفيفة، إلا أنها أساسية في تكوين بنية الدماغ. هذه التغيرات قد تزيد من خطر الإصابة.
إقرأ أيضًا: ما هو اضطراب القلق؟ الأسباب والأعراض وطرق العلاج
من الممكن أن تتداخل الأعراض مع اضطرابات أخرى، على سبيل المثال من الممكن أن تشمل أعراض اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول سمات ذهان، والتي يمكن أن تحدث أيضًا في الفصام أو الاضطرابات الذهانية الأخرى.
ولتشخيص اضطراب ثنائي القطب النوع الأول يجرى الأطباء فحصًا طبيًا شاملاً، كما يتم أخذ تاريخ طبي، مع استبعاد الأمراض الأخرى، ويقوم الأطباء بالبحث عن أعراض النوبات المزاجية كجزء من التقييم.
تشمل تلك الأعراض:
إقرأ أيضًا: مضادات الاكتئاب: أنواعها واستخدامتها و9 أعراض جانبية
يظهر اضطراب ثنائي القطب، المعروف سابقًا باسم الذهان الهوسي الاكتئابي، في صورة تقلبات مزاجية حادة بين الهوس و الاكتئاب. عادةً ما يتم تشخيصه في المراهقة أو أوائل الشباب، لكن قد تظهر أعراضه في الطفولة أيضًا. عند النساء، قد تظهر لأول مرة خلال الحمل أو بعد الولادة.
يعتمد تشخيص ثنائي القطب على الأعراض و التاريخ المرضي. يجري الطبيب مقابلة مفصلة مع المريض وأقاربه لفهم مسار الأعراض وتحديد نوع الاضطراب.
إذا تُرك اضطراب ثنائي القطب دون علاج، يمكنه أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة قد تؤثر على كل مجالات حياتك. تشمل هذه المضاعفات:
يمكن أن تؤدي التغيرات المزاجية الشديدة إلى صعوبة في الحفاظ على علاقات صحية مع العائلة والأصدقاء والشركاء، مما يؤدي إلى علاقات مدمرة.
يمكن أن يؤثر المرض على القدرة على العمل أو الدراسة بفعالية، مما يؤدي إلى تراجع الأداء الوظيفي أو الأكاديمي.
3. السلوكيات المحفوفة بالمخاطر
يمكن أن تتضمن هذه السلوكيات الإنفاق المفرط، القيادة المتهورة، أو اتخاذ قرارات غير مسؤولة خلال نوبات الهوس.
بسبب السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، قد يتعرض الأشخاص لمشكلات قانونية أو ديون مالية كبيرة.
هناك خطر متزايد لإساءة استخدام المواد المخدرة أو الكحول كوسيلة للتعامل مع الأعراض.
يمكن أن يزيد الإجهاد الناتج عن المرض من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، السكري، أو السمنة.
يرتفع خطر التفكير في الانتحار أو محاولته، خاصة خلال نوبات الاكتئاب.
قد يتجنب الأشخاص الأنشطة الاجتماعية أو يعزلون أنفسهم عن الآخرين.
يمكن أن يسبب المرض اضطرابات في النوم؛ مما يؤدي إلى الأرق أو النوم المفرط.
قد يسبب هذا الاضطراب عدم استقرار المزاج؛ مما يصعب السيطرة على العواطف والحياة اليومية.
من المهم أن يتلقى الأشخاص الذين يعانون من مرض ثنائي القطب علاجًا مستمرًا، وإدارة فعالة للأعراض لتقليل هذه المضاعفات وتحسين جودة حياتهم.
إن علاج اضطراب ثنائي القطب متعدد العوامل، ويكون موجهًا نحو الأعراض التي يعاني منها الشخص المصاب، وتهدف خطة العلاج علاج الأعراض الفورية، كما تهدف إلى علاج الأعراض على المدى البعيد.
وتختلف خطة العلاج من شخص لآخر، إلا أنها عادة ما تتضمن أدوية لتثبيت المزاج، مضادات الذهان، مضادات الاكتئاب، والعلاج النفسي.
بالإضافة إلى أنه في حالة كان الشخص معرضًا لإحداث أذى ذاتي، فقد يحتاج إلى دخول المشفى لمساعدته على الاستقرار.
وفي حالة الأعراض الخفيفة إلى المتوسطة فقد يكتفى بالمتابعة في العيادة الخارجية أو عيادة الطبيب النفسي.
وإذا تركت الحالة بدون علاج فقد تتطور الأعراض بشكل كبير، أما إذا تم التشخيص وبدء العلاج فإن الأعراض تتحسن بشكل كبير ويمكن أن يتم شفاؤها.
لا توجد طريقة مؤكدة ومثبتة للوقاية من الاضطراب ثنائي القطب، ولكن تلقي العلاج عند أولى علامات اضطرابات الصحة العقلية قد يساعد في منع تفاقم الاضطراب ثنائي القطب أو حالات أخرى متعلقة بالصحة العقلية.
إذا تم تشخيصك بالاضطراب ثنائي القطب، فهناك بعض الإستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في منع تحول الأعراض البسيطة إلى نوبات كاملة من الهوس أو الاكتئاب:
1. انتبه للعلامات التحذيرية: معالجة الأعراض في وقت مبكر قد تمنع تفاقم النوبات. قد تكون قد اكتشفت نمطًا لنوبات الاضطراب ثنائي القطب لديك والمحفزات التي تؤدي إليها. تواصل مع طبيبك إذا شعرت أنك تدخل في نوبة من الاكتئاب أو الهوس. اشرك أفراد أسرتك وأصدقائك في ملاحظة العلامات التحذيرية.
2. تجنب العقاقير والكحوليات: شرب الكحوليات وتعاطي المخدرات الترويحية قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض ويزيد من احتمالية حدوثها مجددًا.
3. تناول الأدوية بالضبط حسب التوجيهات: قد تميل إلى وقف العلاج، لكن لا تفعل ذلك. وقف العلاج أو تقليل الجرعة قد يتسبب في ظهور آثار انسحاب أو زيادة الأعراض سوءًا أو عودتها.
في حالة ظهور أعراض اضطراب ثنائي القطب مثل نوبات الهوس أو التقلبات المزاجية الشديدة فتواصل مع مقدم الرعاية الأساسية الخاص بك.
يقوم طبيب الرعاية الأولية بعد ذلك بالتوجيه وال‘حالة إلى أخصائي الصحة النفسية المؤهل للتشخيص وعلاج الحالة.
إن مرحلة علاج اضطراب ثنائي القطب عملية طويلة ويمكن أن تستمر لفترة كبيرة من الحياة. ومع العلاج المنتظم فإن الحالة تستجيب للعلاج بشكل كبير؛ والعديد من المرضى قادرون على عيش حياة صحية ومنتجة وطبيعية.
المراجع
التعليق